٠١٣ - (الكتاب المقدس) أين ذهبت تلك الكتب؟ أليست من كلام الله؟ كيف اختفت؟ |
"لذلك يقال في كتاب حروب الرب واهب في سوفه وأودية ارنون (عدد 21: 14) ، فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه.أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر.فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل (يشوع 10: 13) وها هو سفر ياشر مرة أخرى ، وقال إن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر 2صم1: 18
إذا كانت ليست وحياً إلهياً فكيف يستشهد الكامل بالناقص ؟ كيف يستشهد الله بكلام بشر ويعلم أن هذا الكلام سيختفي من العالم ؟
ليس كل ما كتب عليه كلمة سفر يعتبر وحياً، لأن كلمة سفر هي بديل لكلمة كتاب، اقرأ معي ما كتب عن سفر ياشر " فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل." (يشوع 10: 13)
إذا فهذا توثيق، إن هذه المعلومة كتبوها في سفر ياشر، ومن عادة الشعوب القديمة توثيق الأحداث، فنجد أخبار ملوك يهوذا وأخبار ملوك إسرائيل، بل وأخبار مادي وفارس... وأخبار حروب الرب، هي كلها توثيق من تلك الشعوب للأحداث التي مرت بها.
وسنجد ايضا نفس التوثيق موجوداً في الأمم المصرية والآشورية والبابلية القديمة، وإلا كيف عرفنا كل تلك الأخبار؟!! إلا من توثيقاتهم المدونه في كتبهم؟ ... فلماذا تعتبر هذا وحياً؟ أنه توثيق شعبي للانتصارات والأمجاد التي حصدتها الشعوب.
أيضا بعض الأحداث التاريخية الهامة في تاريخ الشعب القديم تغنّى الناس بها، ونظموا حولها أناشيد ووضعوها في هذا الكتاب، الذي كان ينمو مع الزمن، ولا علاقة له بالوحي الإلهي. ومعنى كلمة "ينمو مع الزمن"، أنه كلما حدث للشعب حادث مجيد كان يضاف الى نفس الكتاب، فليس له مؤلف واضح، ولكنه مثل دفتر الذكريات الجميلة كل شخص يسجل الحدث الخاص به، مثال ذلك: رأينا معركة جبعون أيام يشوع ووقوف الشمس. لقد كانت ملحمة رائعة فألَّف الناس عنها الأناشيد، وضموها إلى سفر ياشر. بالمناسبة سفر ياشر معناه في اللغة العبرية "سفر المستقيم" وهو عبارة عن مجموعة من الترانيم والصلوات اليهودية القديمة المدونة (قارن حبقوق 3: 11؛ 2صموئيل 1: 18؛ أش 38: 8).
أما الوحي الإلهي فالله هو الذي أرشد الكاتب لتدوين هذه الأحداث،لذلك هي تختلف عن الأسفار الأخرى إذ لها سلطتها الإلهية كوحي من الله.
والجدير بالذكر أن أشهر وأقدم ترجمات العهد القديم، وهي الترجمة السبعينية التي وضعت في القرن الثالث قبل الميلاد، لا يوجد بها سفر ياشر، أو الكتب الأخرى التي يدعي البعض أنها كتب موحى بها ومفقودة... لذلك ينبغي أن نميز بين الكتاب الموحى به والتوثيق الشعبي للحدث.
تقول
إذا كانت ليست وحياً إلهياً فكيف يستشهد الكامل بالناقص ؟ كيف يستشهد الله بكلام بشر ويعلم أن هذا الكلام سيختفي من العالم
من جديد تريد فرض شروطك على الوحي الإلهي بدلا من الامتثال له ومحاولة فهمه لتسير على هديه.
أخبرني: من يسير في خطى من الاستاذ أم التلميذ؟ هل يفرض التلميذ على الأستاذ شيئاً؟ بالتأكيد لا، ولكن على التلميذ أن يخضع ويتعلم. إذا فكلنا كبشر تلاميذ في مدرسة الكتاب المقدس علينا أن نتعلم، وما كتبه الكتاب عن ذكره للأسفار غير الموجودة الآن فهو ليس استشهاداً، بل ذكراً وتوثيقاً للتاريخ، وهذا طبيعي، ولا نرى فيه اية مشكلة عقيدية.