٠٠٢ - (الصلب والفداء) لماذا استمرار العقوبات حتى بعد الفداء؟ |
يؤمن النصارى بعدل الله وأنه إله عادل . وقد ذكر كتابهم المقدس العقاب الذي شمل آدم وحواء والحية بعد قصة السقوط وهذا العقاب قد شملهم بالآتي :
( 1 ) أوجاع الحمل والولادة لحواء . [ تكوين 4 عدد 2 ]
( 2 ) دوام العداوة بين نسل المرأة والحية
( 3 ) لعنة التربة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته على الأرض [ تكوين 3 عدد 17 - 19 ]
( 4 ) عقوبة الرب للحية التي أغوت حواء بأن جعلها تسعى على بطنها [ تكوين 3 عدد 14 ]
والسؤال المطروح هو : بما أن الله عادل . . وقد صالحنا بصلب المسيح المزعوم . . فلماذا لم تنتهي هذه العقوبات . ؟ لماذا ما زالت الحية تسعى على بطنها ؟ لماذا ما زالت المرأة تصاب بأوجاع الحمل والولادة ؟ لماذا لم تنتهي العداوة بين نسل المرأة والحية ؟ ... ألستم تقولون أن الله صالحنا بموت المسيح على الصليب فلماذا ما زالت المرأة تلد بالأوجاع - لدرجة أن البعض منهن يستخدمن المخدر من شدة الألم - ولماذا عقاب الاشتياق ما زال موجوداً منها ومن الرجل ؟ ولماذا ما زال عقاب الرب للحية بأن تمشي على بطنها مستمراً (تكوين 3 : 14 ) ؟؟!
أين هو عدل الله بحسب إيمانكم ؟؟ ونلاحظ أيضا أن الله أعطى عقوبة لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزاً .. ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها" ( تكوين 3: 17، 19) فلماذا ما تزال هذه العقوبات قائمة ؟! أم أنها باقية للذكرى كما قال البابا شنودة في إحدى كتاباته ؟!!!
هل من عدل الله بعد أن خلصنا المسيح وصالحنا أن يُبقي هذه العقوبات؟
إذا فعل الله ما تفضلت واقترحت بعد صلب المسيح فسيكون الله في هذا الوضع غير عادل بالتأكيد لماذا؟ ... فكر معي
لأنه يكون قد ميز فترة من الزمن وهي تلك التي تلي عمل المصالحة عن تلك الفترة التي كانت قبل المصالحة ... فما ذنب هؤلاء الناس الذين عانوا من جراء الخطية قبل مجيء المسيح إلا مجرد أنهم ولدوا قبل عمل المسيح الفدائي على الصليب؟!!
إذا فعل هذا الأمر لكان قد ألغى إرادة الانسان في قبول العمل أو رفضه، منذ البداية كان الله يقول للإنسان وصاياه ويقول له: "أطعني" ... وذلك منذ بداية علاقة الإنسان بالله في الجنة، ونحن نرى الله وقد أوجد شجرة معرفة الخير والشر ووضعها في وسط الجنة أمام عيون آدم، ونهاه عن الأكل منها ولكنها ظلت أمامه في وسط الجنة تعلن أن الانسان يقبل طاعة الله، أو تعلن رفضه طاعة الله إذا مد يده وأكل منها.
هناك حقيقه هامة وهي أن الله فوق الزمان، ولكن لما جاء ملء الزمان جاء وعمل المصالحة ... لكي يستفيد من هذه المصالحة البشر جميعاً ... سواء بعد صلب المسيح أو قبل صلب المسيح. فكل من أطاع الله في حدود الإعلان المعطى له يكون قد تصالح مع الله وسيجد الجزاء الرائع بدخوله ملكوت السموات (الجنة) في نهاية المطاف ... كيف سيدخل؟ على حساب دم المسيح سواء عرف به أو لم يعرف ... المطلوب منه الطاعة على حسب الإعلان المقدم له
فإبراهيم خليل الله دخل السماء، ليس من واقع اعماله ولكن على حساب المصالحة التي قام بها المسيح. فالمسيح هو الطريق الوحيد للسماء ... ما بعد قيامة المسيح أصبحت مسؤولية البشر أكبر في التصديق والقبول، لأن العمل قد تم بالفعل ... التمرد على عمل الله هو ما يبعدنا عن العلاقة الحقيقية مع الله، فإذا قبلنا عمل المسيح يرسل لنا معزيا رائعا هو الروح القدس الذي يساعدنا على إتمام وصاياه ويكون شفيعا لنا أمام الله ... فإذا أطعنا حصلنا على امتيازات أرضيه لا يشعر بها من لم يطع، وفي النهاية تكون المكافأة ...
أتمنى أن يكون ردي واضحاً.