٤. العلاقة الزوجية |
تُعرَف العلاقة بأنها مشاركة حياتية بين شخصين أو أكثر تنمو في جو من المحبة والثقة والاحترام والحوار والالتزام المتبادل. تتضمن العلاقة، التبادلية (الأخذ والعطاء المتبادل) و المشاركة الحياتية.
أسس العلاقة الزوجية المثالية:
ألحوار هو من أهم مقومات العلاقة الزوجية. يتضمن الحوار: التكلّم، الاصغاء، والفهم.
لا يعني
التكلم
بأنهُ عملية عكسية للسكوت، وعلى الطرف الأخر، إن التكلم لغرض الكلام فقط ينشئ حوارًا فاشلاً. ويُعتبر التكلم بهدف واضح من الأمور المهمة في الحوار الناضج.
وهنلك خمس مستويات للتكلم ابتداءً من المستوى الأول (الحديث المبذول)، إذ يختبئ الشخص هنا خلف قناع الكليشيه، حيث لا يوجد هناك مشاركة شخصية. ثم يتدرج الأنفتاح الى المستوى الخامس ( الأنفتاح والصدق المطلق)، اذ يشعر الشخصان باندماج وجداني حيث يتم مشاركة ردات الفعل، وان سعادتي هي تمامًا سعادة الطرف الآخر وحزني حزنهُ.
إن بولس الرسول، يعطينا إرشادا عن التكلم في أفسس 4/15:
"نعلن الحق في المحبة ".
إذا لابد من وجود حوار جيد بين الزوجين، فيجب أن يكون هناك التزام بإعلان الحقيقة في الكلام، وبالتالي توقع الأصغاءوالفهم، وهذا يشير إلى الانفتاح أي المستوى الخامس من الكلام كما في أعلاه.
إن تمويه الأمور (المساومة على الحق) ربما يخفض من وطأة الأمر على الطرفين ولفترة معينة فقط، لكن على المدى البعيد فهو سيسبب إحراج أكثر.
إن الحق (الحقيقة) يجب أن يُعلن/ يُقال بمحبة، لأجل تطوير أو تعميق الانفتاح في العلاقة الزوجية. إن الحوار الصادق لا يعني تمزيق الفرد بالكلام، وهناك البعض من يظن بأن الصدق وقول الحق هو أمر مهم للمحافظة على استمرارية الحوار في الزواج. لكن في الحقيقة "ليس لنا الحق أن نشارك الحق في علاقة الزواج بدون دافع المحبة".
امّـا
الإصغاء
فهو ليس إلى الكلمات فقط، لكن ان نصغي إلى المشاعر التي خلف الكلمات.
ومن معوقات الإصغاء: الدفاعية، التمركز على الذات، والتعب الجسدي والفكري.
وان معرفة أسباب تصرف الإنسان (شريك الحياة) يعطي فهم أكبر لأنه سيفسر الكثير من التصرفات الغريبة وطرق التفكير الخاطئة، فكلاهما لهُ خلفية وظروف معينة نشأ عليها ونحن نحمل هذه الخلفية معنا إلى حياتنا الزوجية.
يتعايش الإنسان مع احتياجات معينة ينبغي أن تسدد مثل: الحاجة إلى الأمان، الحاجة إلى الأهمية، الحاجة إلى القيمة الذاتية.
إن هذه الحاجات الثلاثة الأساسية مغمورة في باطن الإنسان منذ طفولته وعادة ما تأخذ إحدى هذه الحاجات مركز الصدارة عند كل شخص.
أن المحيطين بالإنسان في مرحلة نضوجه يساهمون في تسديد بعض احتياجاته، ولكن إلى حد معين إذ يبقى السبيل الأمثل إلى إشباع هذه الحاجات هي العلاقة مع الله.
إن العلاقة مع الله من خلال ابنه يسوع المسيح، تُحرر الطرفين من ضغط الأحتياج وتطلقهم. وبدافع العطاء والبذل يسدد احتياج أحدهما الأخر وبطرق تؤل إلى سعادة كل من الطرفين واقترابهم من الرب يسوع.
العهد هو رابطة من الولاء الشخصي بين طرفين وهو يعد تلقائيا بطبيعته عهدا أبديا ويتم التعامل معه من هذا المنطلق بصورة دائمة. العهد في ذاته التزام شخصي بين طرفين.
وما يخلق عهد الزواج هذا بناء على ذلك ليس هو محبة الطرفين احدهما للآخر، فهي موجودة عادة من قبل. لكنَّ الزواج يتم بإقراراتهم التي ينطقونها بأنفسهم احدهما تجاه الآخر. فكلمة القسم تخلق العهد. ونحن نقول أتعهد بذلك أمام الله.
اما العقد، فهو علاقة أنشأت بناء على شروط متفق عليها، وعندما تتغير الشروط يتغير بالتالي العقد.
وان الزواج المسيحي هو عهد الثقة والألتزام القائم بين الرجل والمراة وهو امتداد للعهد بين الله وشعبه، وذلك من خلال التزام الرب يسوع المسيح لكنيسته.
من المهم جدا أن نفهم بأن العلاقات تشكل جزءا جوهريا من الإنسان، المخلوق على صورة الله.
أن الزواج المسيحي هو دعوة إلهية وهو جزء من خطة الله للبشرية، وقائم على كلمة الله. لذلك نحتاج إلى العلاقة مع الله، مصدر الحياة ومؤسس الزواج الذي يمنحنا نعمته لكي نفهم مكانة الزواج في نظر الله (كاتحاد المسيح بالكنيسة) ونفهم أسسه وأيضا لنعيش المحبة التي يدعونا إليها الرب في وصيته العظمى الثانية : "أحبب قريبك كحبك لنفسك" (لوقا 10: 27).