١٠٠ - لمن يقول يسوع هذه العبارة لليهود ام للمسلمين؟ أم للنصارى الذين يقولن أننا نخرج الشياطين باسم الرب؟ |
متى 7عدد 22: كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. (23)فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الاثم (SVD)
وختاماً فهذا هو السؤال رقم 100 وعليه نرجوا من أعزائنا الذين يقولون أن القساوسة يصنعون المعجزات ويشفون المرضى ويخرجون الشياطين باسم يسوع، فلمن يقول يسوع هذه الكلمات أعلاه ؟ هل لليهود أم للنصارى أم للمسلمين ؟ وحقيقة لا أدري إن كان القساوسة يفعلون هذا حقيقة فما فائدة المستشفيات ؟ وما فائدة علم الطب ؟ ولماذا كان بابا الفاتيكان يوحنا يبول على نفسه ولا يستطيع أن يتحكم في بوله أو برازه ؟ وهذا منشور في المجلات عن حالة البابا الصحية ؟ لماذا لم يشفي نفسه ؟ أو يشفيه صانعي المعجزات من المؤمنين والقساوسة ؟ وأذكركم بهذا النص في لوقا 17 عدد 6: فقال الرب لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم (SVD)
فلو كان عندكم مقدار من حبة خردل من الإيمان لشفيتم المرضى وحركتم الجبال و لكن يسوع يقول هذه آيات تتبع المؤمنين ويبدوا أنه ليس فيكم مؤمن واحد لأن يسوع يقول إنجيل مرقس 16 عدد 17-18 : وهذه الآيات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. (18) يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون
السؤال هنا ليس مجرد سؤال ولكنه اتهام واضح للمسيحيين بأنهم عديمي الإيمان. ولكن حتى لا نتوه وسط الكلمات ومعانيها، علينا – كعادتنا – عدم افتراض السوء، بل نجيب على السؤال، ولنبدأ في تجزئته حتى يتم استيعابه..
البداية: لمن يقول السيد المسيح هذه العبارة؟ ... متى 7عدد 22: كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. (23)فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الاثم (SVD)
وبالطبع لنعد الى السياق لنفهم ماذا كان يريد أن يقول السيد المسيح، لنرجع عبارة واحدة في نفس النص فماذا نقرأ؟! "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
إذا فالعبارة واضحة وضوح الشمس ... إن الهدف منها هو أن المطلوب من المستمع أن يصنع ارادة الله ... أي سلوك آخر ليس هو المفتاح لملكوت، ولكن مفتاح الملكوت هو الخضوع لإرادة الله ولعمل الله ... فالسياق واضح جداً ولكن السائل اقتطع لنا – كعادته - جزءاً من النص لكي يصل بنا إلى مفهوم يريد أن يصفنا به هو لا السيد المسيح، وهنا تكون الخدعة ...
سؤال يفرض نفسه: هل كل من يخرج الشياطين باسمه سوف يرفضه المسيح؟ ... الإجابة كلا ... لماذا؟ لأن كلمة كثيرين لا تدل على الكل، ولكنها تصف جزءاً من الكل. بل ببساطة هي ترينا أن القاعدة هي القبول، والاستثناء هو الرفض. وذلك الاستثناء الذي يعد مفاجئاً للسامعين سببه أن هؤلاء لا يتممون مشيئة الله.
والدليل على ذلك هو هذه العبارة الموجودة في إنجيل مرقس أصحاح 3 "ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلِيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا، وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ" إذاً فهذا الأمر قد أعطاه السيد المسيح لتلاميذه، فكيف بعد أن أعطى الأمر يكون جزاء من يفعله هو ألا يدخل الملكوت؟!! بل بالأحري كيف يتبرأ منه المسيح ... إن المسيح في السياق يتبرأ من الذي لا يصنع مشيئة الآب حتى ولو عمل المعجزات.
إذاً فالرسالة ليست موجهة لمسلمين أو مسيحيين أو يهود، فالمسألة ليست عنصرية ولكنها موجهة لمن يرفض مشيئة الله. والجدير بالذكر أن جمهور المستمعين في هذا الوقت كانوا من اليهود!
لنتقدم خطوة أخرى في السؤال
تقول
وحقيقة لا أدري إن كان القساوسة يفعلون هذا حقيقة فما فائدة المستشفيات ؟ وما فائدة علم الطب ؟ ولماذا كان بابا الفاتيكان يوحنا يبول على نفسه ولا يستطيع أن يتحكم في بوله أو برازه ؟ وهذا منشور في المجلات عن حالة البابا الصحية ؟ لماذا لم يشفي نفسه؟
نحن نحترم تماماً علم الطب، ولكن غفل عنك شيء هام جداً ... أن هذه الآيات والمعجزات لم يضعها السيد المسيح للتلاميذ لكي يخدموا بها أنفسهم. لقد كان الرسول بولس وكذلك الرسول بطرس يشفيان الكثيرمن الناس ويصليان لأجل كثيرين، ولكننا نرى أن بولس مثلاً كان لديه شوكة في الجسد، أن هذه الموهبة قد أعطيت لخدمة الآخرين وليس لخدمة النفس. كما أن هذه المعجزات لم تلغ الطب، فلوقا كان طبيباً وأشار الرسول بولس على تلميذه تيموثاوس بتناول الدواء. فالمرض وارد وطبيعي. وليتك تبحث في مراجعك عن وصف لحالة رسول الإسلام قبل موته، ووصف آلامه. أيضاً ستجد الكثير من أئمة المسلمين مرضى. فلماذا الاستغراب؟ ثم إن من المعروف أن المعجزة هي حالة خاصة أو استثناء، فإذا صارت هي القاعدة بطلت أن تكون معجزة، وتحولت إلى عادة. فليس المقصود من الوعد أن الآيات تتبع المؤمنين بأنها ستصير عادة، ولكن ببساطة الأمر يحدث بإرشاد إلهي. وليس على وجه العموم.
زد على ذلك، كان الهدف من المعجزات تأييد كلام الله سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد. فهوذا إيليا النبي مثلاً، يقف أمام 400 من أنبياء البعل وأمام عيون الشعب ويصنع معجزة أتت تأييداً لكلامه بأنه نبي الله (اقرأ القصة كما جاءت في سفر الملوك الأول أصحاح 18) وكانت النتيجة أنه تم ذبح أنبياء البعل الأربعمائة. كذلك في العهد الجديد، في حادثة شفاء المفلوج تحققت نبوة شفائه تأييداً لكلام الرب يسوع حينما قال، مغفورة لك خطاياك. فنرى أن المعجزات ليست الهدف، لكنها الوسيلة.