٠٩٥ - (الأقانيم والتثليث) كيف يجلس عن يمين نفسه؟ |
مرقس 16عدد 19: ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله. (SVD)
سؤال في منتهى الأهمية، ومع أني سبق وأجبت عن مثل هذه النوعية من الأسئلة، لكن بالتأكيد جعلنى سؤالك أفكر في أسئلة أخرى. لقد بدأت أفكر في كيف يسمع الله؟ هل له أذنان للسمع وهو السميع العليم؟ ... تقول إن الله يرانا فهل له عينان للرؤية؟ ... إذاً لماذا تُستخدم هذه التعبيرات والله ليس كمثله شيء؟
الإجابة الوحيدة لهذا النوع من الأسئلة، أن الله يقرب المسافات بأن يستخدم تعبيرات نستطيع نحن أن نتفهمها.
فماذا يقصد بعبارة "جلس عن يمين الله"؟
هو تعبير يستخدم في الحروب عندما يأتي القائد المنتصر فيجلس عن يمين الملك كنوع من التكريم له بسبب انتصاره، والمسيح هنا حارب حرباً لا هوادة فيها مع إبليس، وخرج منها منتصراً. فاستخدم القديس مرقس بوحي إلهي هذا التعبير الذي ينم عن الانتصار المجيد. إنه هنا يقول إن السيد المسيح بعد أن تواضع آخذاً صورة عبد، وفي تواضعه انتصر على الخطية، رجع إلى مجده وبهائه، لقد ارتفع المسيح وتمجد بذلك المجد الذي كان معداً له قبل كون العالم.
بالتأكيد أن تخيل هذا الأمر في غاية الصعوبة، ولكن السيد المسيح وهو على الأرض كان يحمل جسداً بشرياً، وتواضع حتى صار عبداً وواصل تواضعه حتى حمل الصليب، ومات. فلما انتصر على الموت وقام، صار من حقه أن يحصل على المجد الذي كان له منذ تأسيس العالم. فشبّه الرسول مرقس هذا المجد بهذه العبارة أنه جالس عن يمين الله. ويمكن فهمها أكثر من خلال الرسالة إلى فيلبي إذ قال "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." (فيلبي 2: 5-12)