٠٧٥ - (الصلب والفداء) لماذا حُسب هؤلاء أبرار أتقياء قبل الصلب والفداء؟ |
هل بخطيئة واحد أخطأ الجميع رومية 5عدد 12 أم أخطأ الكثيرون رومية 5عدد 19؟
وما رأيكم في قول يعقوب في رسالته : (( وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ.)) يعقوب 2عدد 23 ، وأيضاً (( وبارك الرب إبراهيم في كل شىء )) تكوين 24عدد 1 ، فقد كان إبراهيم إذاً من الأبرار ، من قبل أن يتجسد الإله ويُصلَب.
وكذلك (( وسار أخنوخ مع الله ، ولم يوجد لأن الله أخذه )) تكوين 5عدد 24
وأيضاً (( بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.)) عبرانيين 11عدد 5 وكذلك (( صعد إيليا في العاصفة إلى السماء )) ملوك الثاني 2عدد 11
هذا السؤال هو تكرار للسؤال الخامس عشر الذي قارن بين صلاح الله وصلاح الناس. وسأكرر الإجابة وأقول أن نظرة الناس تختلف عن نظرة الله، ولكن دعنا نتأمل في المثلين الذَيْنِ تفضلت واستشهدت بهما.
المثال الأول، إبراهيم الذي آمن بالله فحسب له براً.
ونحن اتفقنا على ان التجسد والفداء على الرغم أنهما حدثا في توقيت معين إلا أنهما كانا لكل البشر منذ آدم الى آخر إنسان يولد على ظهر هذه الكرة ... وإلا كان الله غير عادل. ولكن كيف يحسب البر الإنساني من خلال الإيمان على حساب تجسد لم يحدث بعد؟!.
إذاً قبل التجسد كان الإيمان بالله هو البر بعينه، ليس الإيمان في وجوده فالشياطين كانوا يؤمنون ويقشعرون، ولكن الايمان بمعنى الخضوع الكامل للعمل الإلهي، فهذا الخضوع يعبر عن نية الانسان، إذ أنه خاضع من حيث المبدأ، فإذا جاء التجسد أو لم يجئ هو مؤمن بما سيفعله الله له، ويثق في أمانة الله وقدرته على الغفران. هذا ما فعله إبراهيم، فحسب الله له هذا البر، وهذا كاف لأن يكون أب لجميع المؤمنين، وكافٍ لنوال الحياة الأبدية على حساب دم المسيح.
نأتي لنوح، فبماذا وصف الكتاب نوح؟
سار نوح مع الله، وهل هناك بر أكبر من أن يسير الإنسان مع الله؟ إنها الثقة الكاملة في شخص الله، وهي كافية لنوال البر.
جرب يا عزيزي الخضوع الكامل لله، واطلبه وسر معه تماماً، سيكشف الله عينيك لترى ما خفي عنك، وسيحسب لك هذا براً.