Life Agape Logo
٠٣١ - (الألوهية) أين القطعة المقطوعة؟

٠٣١ - (الألوهية) أين القطعة المقطوعة؟

الســـؤال

قال لوقا في إنجيله عن ختان المسيح : (( ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن )) [ 2:21 ] والسؤال هو : هل القطعة المقطوعة من يسوع عندما ختن هل كانت متحدة باللاهوت ام انفصلت عنه و أين رموا القطعة بعد الختان ؟

ثم الأهم من ذلك هل هذه القطعة هي من ضمن الفداء والصلب؟ هل هذه القطعة أيضاً تحملت خطيئة آدم ؟ وهل صعود يسوع بعد القيامة كانت بهذه القطعة أم بدونها ؟ ثم أن هذه القطعة أين دفنت ؟ هل تخلصوا منها في القمامة ؟ من العجيب أن يكون الإله له قطعة في جسدة ضارة وغير نافعة وهل هي قطعة مقدسة ؟ والله لا أعرف إلى الآن كيف ختنوا الإله !!


الإجـــابة

الحق أقول لك أيها العزيز السائل، هذا السؤال فاجأني، ووقفت أمامه طويلاً أبحث عن المشكلة، وفكرت في أظافر السيد المسيح التي يقلمها، وشعره ... لماذا لم تفكر في كل هذا وأنت تسأل هذا السؤال؟!!

ولما كنت قد أخذت على نفسي عهداً وأنا أجيب على هذه الأسئلة بألا أظن السوء، ففكرت من أين أبدأ، وأرشدني الله أن المشكلة عندك في هذه الأشياء:-

المعنى المقصود بعبارة اتحاد اللاهوت بالناسوت...

الجسد الذي حمل خطايانا.

وسأجيب عن الأسئلة الثانوية قبل أن أجيب على هذه الأسئلة التي هي السبب في سؤالك الرئيسي. فأقول أن هذه القطعة بغض النظر عن كونها نافعة أو ضارة، قد قطعت لإثبات أن المسيح ضمن العهد الابراهيمي.

فنلاحظ أن موسى عندما أهمل في ختان ابنه طلب الملاك أن يقتله "وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ" (خروج 4:24-26) وهذا يبين أهمية الخضوع لهذا الأمر، "الختان" الذي هو دليل على الخضوع للعهد أمام الرب، وبالطبع هذه القطعة قد القيت فهي قطعة زائدة. وهي أيضا لم تصعد مع المسيح، وكذلك لا علاقة لها بقصة الفداء، ولكن لها علاقة بالخضوع لله، فهي من علامات البر عند المسيح، إذ أن المسيح حَرَصَ دائماً على أن يكمل كل بر بغض النظر عن احتياجه لهذا الأمر أم لا: "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ" (متى 3: 15).

نعود للموضوع الأصلي، وهو إتحاد اللاهوت بالناسوت، إن هذا الاتحاد هو اتحاد روحي، فليس الموضوع هو موضوع قطعة في الجسم، ولكنه اتحاد في الطبيعة، لذلك المسيح في الجسد له خلايا بشرية طبيعية ويحدث الإحلال في الخلايا لأنه بشري طبيعي، ويمارس كل ما يمارسه البشر الطبيعين، دون أن يتأثر هذا الأمر بالاتحاد بين الطبيعتين.

والجسد ما هو الا غطاء يحمل في طياته نفس الانسان وروحه، وبالتالي عندما نقول أن المسيح حمل أوجاعنا، وحمل آثامنا، لا نقصد أن كل جزئية في الجسد قد حملت، ولكن شخص المسيح حمل هذه الخطايا. وتسديد الثمن ليس بالقطعة، ولكن في عمله الكامل تسديد كامل لأجرة الخطية، ولا يمكن أن تفكر في الجزء ومساهمته في عمل الكل.

عندما تقطع تذكرة لتذهب من مصر الى الاسكندرية ... ستحسب شخصا واحدا سواء كنت واحدا كاملا أو جزءاً من واحد، بمعنى أن الشخص الذي بترت يداه أو فقد عينه مثلا لا يحصل على جزء من التذكرة، ولكنه يحصل على تذكرة كاملة. الإنسان إنسان ... مهما فقد من أجزاء ... لأن المكون الإنساني الذي يعيش به هو الذي يحدد إنسانيته، ولو فقد جزءاً منه بسبب حادث ما، لما فقد جزءاً من هويته الإنسانية، هل كلامي واضح؟

إذاً الإنسان يسوع المسيح دفع على الصليب ثمن أخطاؤنا وخطايانا، وموته كان بديلا عن موتنا، وبقيامته كانت قيامتنا. هل عرفت الآن كيف اختتن يسوع، ذهب الى الهيكل وقام من يجب أن يقوم بختانه بهذا العمل بمنتهى البساطة كأي يهودي، وقدم الذبيحة كأي يهودي، وعاش كأي يهودي، والقطعة التي وقعت انتهى دورها في الإعلان عن ولاء المسيح للعهد الإبراهيمي.

من جديد تسأل: والله لا أعرف إلى الآن كيف ختنوا الإله؟

وليتك تفكر كيف شرب الإله وكيف أكل الإله وكيف نام الإله، لقد تعبنا من محاولة تذكيرك أننا نؤمن بالإنسان يسوع المسيح الذي يفعل كل هذا ... ليتك لا تنساه فتعرف كيف اختتن الإله!!!