النص

جاء في الإنجيل المقدس: وأمر يسوع تلاميذه أن يركبوا القارب في الحال ويسبقوه إلى الشاطئ المقابل حتى يصرف الجموع. ولما صرفهم صعد إلى الجبل ليصلي في العزلة. وكان وحده هناك عندما جاء المساء. وأما القارب فابتعد كثيرًا عن الشاطئ وطغت الأمواج عليه، لأن الريح كانت مخالفة له. وقبل الفجر، جاء يسوع إلى تلاميذه ماشيًا على البحر. فلما رآه التلاميذ ماشيًا على البحر ارتعبوا وقالوا: «هذا شبح!» وصرخوا من شدة الخوف. فقال لهم يسوع في الحال: «تشجعوا. أنا هو، لا تخافوا!» فقال له بطرس: «إن كنت أنت هو، يا سيد، فمرني أن أجيء إليك على الماء». فأجابه يسوع: «تعال». فنزل بطرس من القارب ومشى على الماء نحو يسوع. ولكنه خاف عندما رأى الريح شديدة فأخذ يغرق، فصرخ: «نجني، يا سيد!» فمد يسوع يده في الحال وأمسكه وقال له: «يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟» ولما صعدا إلى القارب هدأت الريح. فسجد له الذين كانوا في القارب وقالوا: «بالحقيقة أنت ابن الله!»... التوضيح في التعليقات

التعليق

اخوتنا الأحباء، الله خلق لإنسان اذنين، لكي يسمع صوت الله في واحدة، ويسمع صوت أخيه في الأخرى. الله خلق للإنسان عينين، لكي يرى حقيقة العالم الفاسد الذي يعيش فيه بواحدة، ويرى عمل الله ووجوده في الحياة بالأخرى. والله خلق للإنسان صوتين، صوت الفم الذي يسمعه اخيه الإنسان الآخر، وصوت القلب الذي يسمعه الله هو. وخلق له يدين، لكي يأخذ بواحدة، ويعطي بالأخرى... الخ. القصد من هذا الكلام التعبيري، هو ان الإنسان يحتاج الى توازن في داخله بين العالم الروحي والعالم المادي. فإن كان تركيزك على العالم المادي فقط، فستفقد السلام والرجاء والمحبة، وتغرق في الخطيئة بصورة طبيعية. وإن كنت لا تهتم لأي شيء تراه في العالم الأرضي، بل فقط تهتم للروحانيات، فلن يكون لك اي تأثير حقيقي ولا قادر ان تنجح في الحياة، لأنك قد اهملت ضوابط عالمك المادي الذي خلقك الله فيه. المؤمن الناضج هو الذي يرى الله والعالم في منظاره (الحقيقة الكاملة)، فلا يكون غافلًا عن الواقع، ولا يكون يائسًا وليس له رجاء. وهذا التوازن صعب، لأنه من الأسهل علينا ان ننجذب لأحد الطرفين ونتغافل عن الآخر. من السهل ان نثق بالله عندما نُغلق عيوننا عن الشر. (يجب أن ننظر إلى الأمواج ويسوع معًا، نعرف انها موجودة، ونعرف انه قادر على كل شي).

ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في متى ١٤ : ٢٢ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MAT.14

او الإستماع للنص عن طريق الرابط التالي:

http://laii.org/?go=ar_audio_gospel