جاء في الإنجيل المقدس: ورأى (يسوع) قاربين راسيين عند الشاطئ، خرج منهما الصيادون ليغسلوا شباكهم. فصعد إلى واحد منهما، وكان لسمعان، وطلب منه أن يبتعد قليلًا عن البر. وجلس يسوع في القارب يُعلّم الجموع. ولما ختم كلامه، قال لسمعان: «سر إلى العمق وألقوا شباككم للصيد». فأجابه سمعان: «تعبنا الليل كله، يا معلم، وما اصطدنا شيئًا. ولكني ألقي الشباك إجابة لطلبك». وفعلوا ذلك فأمسكوا سمكًا كثيرًا، وكادت شباكهم تتمزق. فأشاروا إلى شركائهم في القارب الآخر أن يجيئوا ويساعدوهم. فجاؤوا وملأوا القاربين حتى كادا يغرقان... التوضيح في التعليقات
اخوتنا الأحباء، انه لأمر مضحك أن يكون الله بعيد عن حياة الإنسان حتى في امور الدين! نعم، حتى الدين اصبح شيء متعلق بالإنسان نفسه ولا دور لله فيه. فالإنسان يقول "انا اؤمن بالله واتبع الدين الفلاني" ولكن تأتي على حياته ترى أن الدين هو مجرد مجموعة فعاليات يقوم بها مضافة إلى حياة طبيعية كباقي الناس في الفكر والتصرف والرد على الآخر والتجارة والزواج والعلاقات والتعامل مع التكنولوجيا... ترى حياة الإنسان هي هي نفسها ولا يوجد أي فرق بين انسان وآخر إلا فيما يعتقدونه عن الحياة وفي تأدية الفرائض الدينية... يا لتعاسة هكذا بشر. السيد المسيح في هذه المعجزة يقول لك: إلى متى تبقى تعيش حياتك حسب حساباتك ومخططاتك؟ الصيادون في هذه الحادثة كانوا يصيدون في الليل، وهو فعلًا الوقت المناسب لصيد السمك، ولكن، ليست كل الأمور احبتنا هي كما نرى وكما نعتقد، فلماذا نصر على فعل كل شيء لوحدنا؟ لماذا نخاطر بأثمن ما هو لدينا (حياتنا) ونسيرها ضمن حكمتنا؟ ألا نؤمن بالله؟ ألا نؤمن أنه القادر على كل شيء والعالم بكل شيء واحكم قوة في الوجود؟ فلماذا لا نستشيره؟... انظروا كيف تحول موقف خاسر مثل موقف سمعان، إلى موقف صيد وفير جدًا، بحيث لم يعد يستوعب كمية السمك الذي صادوه. نعم احبتنا، إن كنا نسير بحسب قكرنا وقناعتنا دون أن ننظر إلى فوق ونطلب رأي الله في حياتنا، ولا نتحرك دون ان نعرفه، فقد نقضي ساعات طويلة نصطاد في الليل (سنين طويلة ضائعة من حياتنا)، ضانين أن السمك هناك (باحثين عن هدف وجودنا)، دون أن نصطد شيئًا. لكن طلب مشيئة الله (معرفة إرادته) وطاعتها، حتى إن لم تبدو منطقية، هي السر في حصولنا على بركاته السماوية الفياضة. ويمكنكم ايجاد هذه الحادثة في الإنجيل المقدس في لوقا ٥ : ١ على الرابط التالي:
https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.5
