Life Agape Logo
header_image

السيد المسيح - حياة المؤمن لا تتعلق بالله فقط

السيد المسيح - حياة المؤمن لا تتعلق بالله فقط

السيد المسيح - حياة المؤمن لا تتعلق بالله فقط

النص

سأل احد علماء الشريعة السيد المسيح: «يا معلم، ما هي أعظم وصية في الشريعة؟» فأجابه يسوع: «أحب الرب إلهك بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل عقلك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والوصية الثانية مثلها: أحب قريبك مثلما تحب نفسك. على هاتين الوصيتين تقوم الشريعة كلها وتعاليم الأنبياء»... التوضيح في التعليقات


التعليق

اخوتنا الأحباء، في العادة عندما نقرأ عبارة "أحب قريبك مثلما تحب نفسك" نقف عاجزين امام مسألة محبة الآخرين قدر محبتنا لأنفسنا، فهذا صعب جدًا، وخصوصًا فيما لو كان الآخر شخص صعب المراس او سيء. إلا ان بعضنا اليوم يعاني من مشكلة حقيقية تسبق هذه المشكلة، وهي مسألة عدم وجود "القريب" في حياتنا اساسًا. فنتيجة الانغمار في العمل مع وجود الشاشات الإلكترونية الكثيرة، لم يعد للإنسان حاجة لكي يكون في اتصال حقيقي مع الآخرين. فلم يعد هناك "قريب" اساسًا في حياة الإنسان لكي يحبه. فكل ما يشغل الشخص مصلحته، وفي الأوقات التي لا يقضيها لخدمة مصلحته، فيقضيها على الشاشات. وبذلك، انعدم التواصل البشري بصورة كبيرة للكثيرين. احبتنا، لا يمكن الإستغناء عن القرب الإنساني في الحياة الإيمانية، ولهذا عندما سُئل السيد المسيح "ما هي أعظم وصية" لم يُجِب بوصية واحدة، بل وصيتين! فلا يمكن عيش الحياة الإيمانية دون "القريب"، نعم، حتى لو كان لديك إيمان كامل بالله وعلاقة صحيحة معه، فستبقى تسقط في الخطيئة إن لم تكن لديك علاقة صحيحة بقريبك. فالإنسان يحتاج إلى العلاقتين، في الكثير من الأحيان لا يكون هناك توازن بين هذين النوعين من العلاقات. فهناك اشخاص فقدت العلاقتين معًا نتيجة انشغالها بنفسها بصورة كاملة. وهناك اشخاص خسرت نفسها والآخر نتيجة التديُّن الزائف الذي يجعل الإنسان يحكم على الآخرين ويدينهم على اخطائهم ويراهم من خلالها، فيبتعد عنهم، فينعزل، فيمرض نفسيًا. وهناك اشخاص خسرت العلاقة مع الله نتيجة اهتمامهم بالناس، فما عادت تملك ما تقدمه للآخر لأنها فارغة من المحبة. فالإنسان يحتاج إلى كلتا العلاقتين، ولا يمكن لأحدهما ان تغنيه عن الأخرى. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في متى ٢٢ : ٣٥ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MAT.22