Life Agape Logo
header_image

السيد المسيح - الإبتعاد عن الضوضاء

السيد المسيح - الإبتعاد عن الضوضاء

السيد المسيح - الإبتعاد عن الضوضاء

النص

جاء في الإنجيل المقدس «وقام (يسوع) قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب إلى مكان مقفر، وأخذ يصلي هناك»... التوضيح في التعليقات


التعليق

اخوتنا الأحباء، ربما تكون الحياة قد تطورت كثيرًا في ايامنا هذه عما كانت عليه في زمن السيد المسيح، ودليل ذلك هو هذا المنشور بحد ذاته. لكن الذي لم يتطور هو الإنسان نفسه. فالإنسان ما زال متكون من روح ونفس وجسد، ومازال يستقط في نفس الخطايا وما زال يحتاج إلى المحبة. الفرق بين الماضي وما نعيشه اليوم هو أن كل شيء زاد: الخطيئة واساليبها زادت، والقداسة واساليبها زادت؛ العلم واساليبه زادت، والجهل وطرقه زادت؛ التواصل ووسائله زادت، والوحدة وضحاياها زادو؛الصحة وادويتها زادت، والأمراض ومسبباتها زادو...الخ فالضوضاء التي نعاني منها اليوم، نفسها كانت موجودة في زمن لم يكن فيه الإنسان حتى قد اكتشف اجزاء واسعة من الكرة الأرضية. المهم يا احبتنا، ان الضوضاء فعلًا تؤثر على تواصلنا مع الله، ليس لأن الله عاجز على الوصول الينا في الضوضاء، ولكن لأن هناك اصوات كثيرة اخرى غيره تدخل مسمعنا. الموضوع تمامًا مثل الرغبة في الجلوس والتحدث مع صديق... هل حاولتم فعل ذلك في مكان صاخب كحفلة عرس او مقهى مزدحم؟ انه فعلًا امر مزعج ومشوش إذا كان سبب خروجكما هو للحديث. كذلك الأمر مع الله، بل هو اكثر، لأن التواصل مع الله لا يكون عن طريق الفم، بل عن طريق القلب؛ فصوته خافت ولطيف جدًا مقارنة بأصوات الخارج الصاخبة والخشنة. احبتنا، العلاقة مع الله هي امر جدي في حياة كل مؤمن؛ فهو "باحث عن الله" وإن لم يكن قادر على قضاء وقت معه في مكان معين بسبب كثرة المداخلات الجانبية من الناس، فهو فعلًا يحتاج إلى الإبتعاد واخذ وقت لوحده معه. اجمل وقت ممكن ان تقضيه مع اي جهة، هو الوقت الذي تقضيه مع الله. فنشجعكم احبتنا على الا تكون صلاتكم هي ال ٥ دقائق الثابتة كل يوم، بل ان تأخذوا بين الحين والآخر ساعات طويلة، من ايام مريحة، تبتعدون فيها عن صخب العالم وتجلسون مع الأب والمحب الأعظم: الله، وتبذلون من مواردكم لتأمين هذا الوقت. لأن المحب لا يريد سوى أن يكون موجود مع الحبيب، وهو لا يريد أن تؤثر الضوضاء على وقتهما معًا، وإذا اقتضى الأمر ان يترك عمله لفترة معينة او ان يأخذ اجازة ويبتعد عن اهله ومحيطه في سبيل لقاء مع الحبيب، فلن يتردد في ذلك. ويمكنكم ايجاد هذه الآية في الإنجيل المقدس في مرقس ١ : ٣٥ على الرابط التالي، وهناك الكثير من الآيات الأخرى التي تتحدث عن انعزال السيد المسيح عن العالم وقضائه ساعات في الصلاة:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MRK.1