Life Agape Logo
الكرمة الحق

الكرمة الحق

كلنا بحاجة للحب...
أنا وأنت وهو...
ولكن:
هل الحب البشري يسدد هذا الاحتياج للحب ؟
هل الحب البشري هو طموح وشوق قلب الإنسان ؟
هل الحب البشري يروي عطش الإنسان ؟

أن معاني الكرمة تحوي الدلالة على اثمن معاني الحب بين الله وشعبه في العهد القديم، أما في العهد
الجديد فهو رمز حي يشير إلى الكثير من المعاني.
أن الكرمة تنضح الماء وتنتج الخمر، والخمر رسم للدم، فأراد الرب أن يعلن من ورائها عن فكرة الذبيحة.
أذن سلم رموز الكرمة في العهد الجديد يبدأ بالماء ويصعد إلى الخمر فإلى الدم ثم ينتهي بالروح.
الكرمة هي علامة تشير إلى سر الله الحي وقصده من وجود الخليقة.
وفي الرب يسوع المسيح فقط يتم ويتحقق تدبير الله ألخلاصي للبشرية، الله ألآب (الكرّام).

الجزء الأول: تأمُل في مثال الكرمة الحق ( يو 15: 1-8)

  1. " أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام ".
  2. "كل غصن مني لا يثمر يقطعه وكل ما يثمر ينقيه ليكثر ثمره ".

    أخي المؤمن، أختي المؤمنة هل تأملت يوماً في هذه الكلمات، معناها، هدفها ؟
    نلاحظ إن المسيح لم يقل (أنا الكرمة التي غرسها الكرام )، بل يقول "أبي الكرام " وهذا هو نوع من الكشف والإعلان عن هويته الشخصية، هو ابن الله.
    أني أنا الكرمة الحقيقية وفيّ أنا يتم تدبير الله ويتحقق عمل ألآب الكرّام.
    بكلام آخر يؤكد يسوع: أنا محور الكون والكل مدعو للإتحاد بي، ومن اتحد بي فله الحياة، كالغصن الذي لا يتغذى وحده بل يحصل على كل غذاءه من النسغ السائل الآتي من الكرمة.
    إذن من المهم جداً التقليم لغرض التنقية، والتنقية مفيدة ومطلوبة للنمو وللمزيد من الأثمار وهذه التنقية هي مختلف التجارب والمحن والشدائد التي نواجهها في الحياة وهذه التنقية لا تتم إلا باتصال الغصن بالكرمة.

  3. "انتم الآن أنقياء بفضل ما كلمتكم به ".
  4. " أثبتوا فيّ وأنا فيكم.وكما أن الغصن لا يثمر من ذاته إلا إذا ثبت في الكرمة، فكذلك انتم: لا تثمرون إلا إذا ثبتم فيّ ".

    يخاطب الرب يسوع تلاميذه بصورة مباشرة " انتم".
    نعم أن التلاميذ عاشوا في ألفة مع المسيح واشتركوا بكلامه الحي لهذا تم فيهم الخلق الجديد لكن بالرغم من نقاوتهم لكنهم بحاجة إلى الاستمرار بالتنقية ولهذا يؤكد لهم المسيح على أهمية الثبات لا بكلامه فقط بل بشخصه وروحه، اثبتوا في، اتحدوا بي كالتصاق الغصن بالكرمة، وهذا يؤدي إلى ثبوته فينا.
    وهذا يعني إن ثبوته فينا مشترط بشرط أساسي مهم وهو أن نثبت فيه متحدين بروحه، لا متأثرين بكلامه فقط، أي نختبر معه علاقة شخصية.

  5. "أنا الكرمة وانتم الأغصان: من ثبت فيّ وأنا فيه يثمر كثيراً. أما بدوني فلا تقدرون على شيء ".

    يكرر ويؤكد ويدعو الرب يسوع المسيح على أهمية اتحاد التلاميذ الأثني عشر به اتحاداً كاملاً، وحضوراً شخصياً نابعاً من خبرة علاقتهم الشخصية وألفتهم الحميمية بيسوع ليثمروا. أما ثمر التلاميذ فهو الفرح والنور والسلام الذي يأتي من ذبيحة يسوع (النسغ السائل في الكرمة).

  6. " من لا يثبت فيّ يرمى كالغصن فييبس. والأغصان اليابسة تجمع وتطرح في النار فتحترق".

    أذن ماهو موضوع الأغصان اليابسة ؟
    أن الغصن المقطوع من (كل الأشجار ماعدا الكرمة) مهما كان صغره، ممكن أن يصنع منه أي شيء إلا غصن الكرمة، لماذا؟
    لأن خشب الكرمة أردأ من كل خشب آخر "لا يعمل منه أي مصنوع" ولهذا ففائدته محصورة بنوع الثمر الذي يحمله، العنب الذي يصنع منه الخمر المعد للدعوة الروحية، دعوة الدم كحامل للروح، كناقل لحب الرب في ذبيحته الفصحية. إذن غصن الكرمة لا يشكل شيئاً بحد ذاته، وإذا ما بقي خارجاً عن الكرمة فلا مكان له في تدبيرها وإنتاجها فيحرق أخيرا لأنه عقيم غير نافع.

  7. "إذا ثبتم في وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تشاءون فتنالونه".

    يشير المسيح على أهمية الثبات كقوة لنا وكسلطة لنطلب ما نشاء بثقة ورجاء إننا سنناله.

  8. "بهذا يتمجد أبي: أن تحملوا ثمراً كثيراً فتكونوا تلاميذي ".

    الثبات ليس اتصال آو خضوع حيث يبقى فاصل بينهما بل هو اتحاد جوهري وحضور كامل لشخص المسيح في خبرة ولادة جديدة ومتجددة دوماً واستقاء مستمر من النبع يسوع المسيح. والثبات هو ما يوصلنا لمرحلة أن أكون تلميذاً للمسيح، والتلمذة شرط أساسي لأن اعمل باسم المسيح وفي المسيح ومثل المسيح.
    والثمار على نوعين،
    ثمار ذاتية تخص التلميذ نفسه وهو الخلاص، ثمار للآخر وهي خدمة الآخرين.
    وأخيرا يتمجد أبي الممجد فيّ، فيكم، وهذا نتيجة الإتحاد الجوهري بيني وبينكم كإتحاد الأغصان بالكرمة.
    الجزء الثاني: المحبة الأخوية بين الرسل يو (15: 9-17)

  9. " أنا أحبكم مثلما أحبني ألآب، فأثبتوا في محبتي ".

    يسوع ادخل التلاميذ في سر العلاقة بينه وبين الأب، ذات الحب الأبوي يسكبه يسوع على تلاميذه.

  10. " إذا عملتم بوصاياي تثبتون في محبتي، كما عملت بوصايا أبي وأثبت في محبته "
  11. " قلت لكم هذا ليدوم فيكم فرحي، فيكون فرحكم كاملاً ".

    يؤكد يسوع على الثبات في كلامه، الثبات في شخصه، الثبات في محبته، بعمل وصاياه لأن في هذا كله الفرح الحقيقي والسعادة الكاملة التي يبحث عنها كل إنسان، ويسوع يعلن أن الله خلق الإنسان ليكون سعيدا في حياته، لكن حتى يحصل على الفرح الحقيقي ليس هناك إلا طريق واحد وهو الإتحاد الكامل بالمسيح.

  12. "هذه هي وصيتي: أحبوا بعضكم بعضاً مثلما أحببتكم ".

    أعطانا المسيح وصية واحدة فقط وهي ببساطة محبة الآخرين، لكن هذه المحبة يجب أن تشابه إلى حد كبير محبة يسوع لنا التي هي تضحية وبذل وعطاء.

  13. " ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه."
  14. "وانتم أحبائي إذا عملتم بما أوصيكم به ".
  15. "أنا لا ادعوكم عبيداً بعد الآن، لأن العبد لا يعرف ما يعمل سيده، بل ادعوكم أحبائي، لأني أخبرتكم بكل ما سمعته من أبي ".

    يسوع يؤكد لهم ثانية بأنه أدخلهم في سر علاقته بالأب وشركة الحياة الأبدية وذلك بكشفه لهم صورة الله الحقيقية وإعلانه عن سر الخلاص بموته وقيامته.

  16. " ما اخترتموني انتم، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتثمروا ويدوم ثمركم، فيعطيكم ألآب كل ما تطلبونه باسمي ".

    للمسيح المبادرة الأولى في اختيار التلاميذ للدخول إلى ملكوت الله وسر الخلاص، لم يختار بحسب استحقاقهم بل بحسب محبته المجانية ونعمته الغامرة أعطى التلاميذ خلقاً جديداً ورسالةً تعلن لكل البشرية، وإدامة الأثمار لن يكون إلا باسم المسيح وبمحبته التي تسري في عروقنا كالنسغ الممتد من جذع الكرمة ليصل إلى الأغصان فيغذيها ويدفعها للأثمار والديمومة.

  17. " وهذا ما أوصيكم به أن يحب بعضكم بعضا ".

    الحب الذي أوصانا به المسيح هو(حب البذل والعطاء والتضحية).
    تضحية الحب للحب ومن اجل الحب.
    لأن الإنسان محدود بالحب والعطاء، لهذا فان الإتحاد بالمسيح يشبع احتياجه للحب إلى حد الفيض على الآخرين.

لنراجع حياتنا ونسأل أنفسنا:
هل نحن بإتحاد معاً وبالمسيح حقا ؟
هل نتكل عليه في نمونا الروحي كالأغصان المعتمدة على الكرمة في الغذاء والماء ؟
هل هناك أثمار في حياتنا وحياة الآخرين ؟
يسوع يدعونا لنفرح معاً آذ أننا الأغصان في الكرمة، الأغصان المتلاحمة والمتكاتفة والمتشابكة.
والأغصان المثمرة تلفت الأنظار أليها قبل أي التفاتة بسيطة للجذع، الذي هو مصدر حياة الأغصان.