Life Agape Logo
الحياة

الحياة

الحياة هي روح الله فينا " ونفخ في أنفه نسمة حياة فأصبح آدم نفساً حية " (تكوين 2 :7 )
فسبب الحياة هي وجود روح الله فينا، فالله هو مصدر الحياة. وعكس الحياة هي الموت، والموت هو فقداننا لروح الله وذلك بسبب انفصالنا عن الله وابتعادنا عنه وهذا المفهوم هو منذ العهد القديم.
أما في العهد الجديد أصبح يسوع مصدرا للحياة.

مَنْ هو الميت:هو الإنسان الذي:

  1. أنتنت حياته في قبر الخطايا والذي لم يعد له رجاء، أسير للموت الروحي.
  2. هو الذي انقطع عن الجهاد والمحاولة وعن الصراع، قبَلَ الواقع واستسلم لظروفه وأصبح يرى الأخطاء شيئاً حتمياً لازماً والخطايا جزء منه.
  3. هو الذي توقف عن الإحساس والشعور وأصبح لا يحس بان الأمر الذي يفعله خطيئة، اعتاد على الشرور، مشاعرهُ جامدة، يمارس الخطيئة دون أن يحس بتأنيب الضمير.
  4. هو إنسان تجمد عقله وتفكيره لا يستطيع أن يفتح ذهنه أمام حق جديد.
  5. هو الذي توقف عن التوبة والرجوع إلى الله.

هذا ما صار إليه حال الإنسان بعد سقوط آدم وانفصاله عن الله لكن الله دبر خطة لخلاص الإنسان وأعطاه الحياة من جديد بإرسال ابنه يسوع ليخلص العالم ويعيد الإنسان إلى الله (يصالحه مع الله) جاء يسوع وقال أنا هو الحياة.

لماذا يحمل يسوع المعنى الحقيقي للحياة ؟
لأنه جاءنا بالقيامة وخطة الله للخلاص وهي لا تعلن إلا للذين يؤمنون بأن ما يقوله الله حق، فالذين يؤمنون بالقيامة ويضعون ثقتهم بالمسيح يخلصون وينالون الحياة ولا يمكن إدراك الحياة الحقيقية حتى من احكم الناس أن لم يقبلوا رسالة الله وكل من يرفض رسالة الله جاهل مهما كان حكيماً بنظر العالم.

ماهي مقومات الحياة ؟ ماذا نحتاج كي نحيا ؟
الجواب: الخبز والماء. فالخبز غذاء الإنسان نبني به خلايا أجسامنا وبدون الخبز لا يمكن أن تستمر الحياة والماء يروي أجسامنا ويرطبها ( يحفظها من الجفاف )، لكن يسوع يقول أنا خبز هو الحياة. أنا هو الماء الحي.

لماذا دعا يسوع نفسه خبز الحياة ؟
لأن الخبز المادي مهم لكن بعد فترة نجوع ونحتاج إلى كمية أخرى. عندما أنزل الله المن لشعب موسى أكلوه لكنهم احتاجوا غيرهُ في اليوم التالي، لكن يسوع هو الخبز الروحي الذي يعطي حياة الروح. وحياة الروح هي الحياة التي ولدت نتيجة العلاقة الجديدة بين الله والإنسان (بالولادة الجديدة ) الحياة الهادفة، البناءة، حياة الأيمان بالله، الاتحاد بالله، الطاعة له والمحبة لله وهذه الحياة لا يمكن الوصول إليها ألا عن طريق يسوع " لن تصلوا للأب إلا بي "
فبدون يسوع وبعيداً عن شخصه وعمل نعمته لن يستطيع أي إنسان أن يدخل إلى أعماق هذه الشركة الجديدة مع الله وهذه الحياة الجديدة في ذات الله فيسوع هو واهب الحياة، متى يتم هذا ؟ يتم في اللحظة التي نتعرف فيها على يسوع معرفة الاختبار الحق ونقبله في حياتنا ونسلم نفوسنا له بالتمام حيينها سنحس بشبع لكل رغباتنا الجائعة ولكل ما نشتهي في أعماق قلوبنا ونفوسنا وسوف نلاحظ زوال العداوة التي كانت بيننا وبين الله، وحلول السلام محلها.
فيسوع هو خبز الحياة لأنه يمنحنا السلام الذي نختبره حين نختبر محبة الله لنا.

لماذا قال يسوع " أنا هو الماء الحي مَنْ يأتي إلىّ لا يعطش " ؟
لأن الماء العادي (ماء الخطيئة ) المتمثل بالغيرة، الحسد، التعامل بأسلوب العالم ومختلف الخطايا تسبب الشعور بالذنب، الغضب، القلق، رفض النفس وتجعلنا نعيش حياة الموت،

أما ماء يسوع، ماء يجعلنا لا نعطش ونتبع يسوع بفرح ؟
أنه الغفران فيسوع أعطانا غفرانه وقبولنا لغفرانه تعني إدراكنا لعمق محبة الله لنا، فغفران يسوع للسامرية جعلها لا تعطش حيث رواها وغيرها فانطلقت تشهد ليسوع.إن يسوع كان مهتم أن يعطي غفرانهُ لأنه يعلم أن الغفران يصنع حياة جديدة للإنسان.

ما هو خبز الحياة وماء الحياة عملياً في حياتنا اليوم ؟ هما الروح القدس " سأذهب وأرسل لكم الروح القدس المعزي “ فالحياة هي الروح القدس وعمله في داخل الإنسان. لكن كيف نأخذ الحياة لأنفسنا؟
الله أعطى الروح القدس وجعله متاحاً للجميع لكن هل الجميع يعيشون الحياة ؟

يجب أن تكون لدينا الرغبة في أخذ الحياة وفي التغيير. وهذا ما يجعلنا نبدأ بالمسير في طريق الحياة وفق طريقة جديدة تتضمن:

  1. أن أومن بابن الله وهذا يتطلب معرفة لحياة يسوع عن طريق العلاقة القريبة بالصلاة وبتخصيص وقت للاختلاء والتأمل بالإنجيل.
  2. الثقة بيسوع بأنه جاء لتكون لنا الحياة ويكون لنا الأفضل حتى لو سارت الأمور عكس ما نرغب.
  3. أن نفهم بأن الحياة المسيحية هي حياة جهاد وتقدم وصراع لا يمكن أن تتوقف وليست سهلة ومريحة.
  4. الشركة: يجب أن نكون ضمن جماعة المؤمنين لتكون لنا الحياة الحقيقية التي تعطينا التجدد الدائم والانفتاح والفرح وتبادل الخبرات والإحساس بحضور الله المستمر.

بهذه الأمور نحصل على الحياة وكلها لا يتم الحصول عليها إلا عن طريق يسوع " لن تصلوا للأب إلا بي " أن قمنا بدورنا ومسئوليتنا فسوف يتحرك الله إلى أعماق نفوسنا يغيرها وينزع منا روح التمرد والكبرياء ويعطينا الشوق للمسيح والتسليم له ولإرادة الله
فالله ينتظرنا وعندما نأتي إليه يسرع لاحتضاننا ( كما فعل مع الابن الضال ) ويبدأ بإعطائنا أحلى حلة والخاتم والحذاء التي كلها مقومات حياة جديدة معهُ.