Life Agape Logo
مثل الإبن الضال

مثل الإبن الضال

لوقا ١٥ : ١١ - ٣٢

في مثل الابن الضال موقفان أساسيان للأب، موقفان يكشفان صورة الله الرحومة والعادلة، وهما:
موقف الابن الأصغر، الشخصية الرئيسية في المثل وصاحب الدور الأساسي.
موقف الابن الأكبر، الشخصية الثانوية نتأمل موقفه مع أبيه، مع أخوه.
وهناك ماهو مركزي بينهما، هو رحمة الله (ألآب) الواسعة والشاملة للخلاص عبر خبرتي الغفران والشفاء الداخلي.
ومن تأملنا بالمثل نراجع حياتنا أين نحن في هذا المثل ؟
من الذي يمثلني هل هو الأخ الأكبر أم الأصغر ؟

الابن الاصغر

أن رجوع الابن الضال إلى بيت أبيه تم بعد خبرة الولادة الجديدة وان هذا النص يتناول الخبرات التي مر بها الابن الضال والتي جعلته يولد ولادة جديدة.
يحدثنا يوحنا في بداية الفصل عن الخروف الضائع ثم الدرهم الضائع ثم يتحدث عن الابن الضال.
وهذه الأمثال تعطي صورة عن محبة الله الفائقة للإنسان والتي جعلت الله يتجسد في يسوع المسيح ويأتي إلى الأرض ليبحث عن الخاطئ ويخلصه بشرط أن يقبل الخاطئ (الضال) خلاص الله بأن يتوب ويرجع إلى الله.
أن الله يفرح فرحاً بالغاً عند رجوع الإنسان إليه فيخلصه ولا يتعامل معه ببرود بل بحرارة (حرارة الحب )
لماذا يفرح الله بخلاص الخاطئ؟ ذلك وبالرغم من أن الخطيئة شوهت الإنسان وجعلت عداوة بينه وبين الله لكن الإنسان ظل محبوباً من الله ولا يريد له الهلاك.
كان الابن الأصغر بعيد عن الأب لا يعرف مقدار محبته، علاقته ضعيفة ولا يدرك قيمة وجوده في بيت أبيه وقيمة قربه منه. فأراد أن يبتعد وينعزل عن أبيه بأن طلب الميراث.
والميراث هو هبة أو عطية لم يتعب بها الإنسان بل ولد فوجدها جاهزة. لكن هل نستخدم الميراث ونحن موجودون في بيت الأب أم نأخذه ونبتعد ونستخدمه بانفرادية.

الأب يقول للابن الأكبر (كل ما هو لي هو لك ) لكن الابن الأصغر لم يرغب في التمتع بالميراث وهو في حضن أسرته ومع أبيه لكن أخطأ مرتين الأولى عندما أراد أن يبتعد والثانية عندما طلب الميراث وهذا معناه الخروج عن سلطة الأب وعدم احترامه كرأس للعائلة، حيث كان هذا جرح للأب لأن الميراث يقسم عادة بعد وفاة الأب أو بموافقته في حياته، لكن الأب لم يجبر أبنه على البقاء في البيت إذ أنه أحتم رغبة ابنه، فالله لا يجبرنا على القدوم إليه ولا البقاء معه.
ذهب الابن الصغر إلى بلاد بعيدة حيث أبتعد جداً عن أبيه (انقطاع علاقة )، فضيع الابن المال (الميراث ) الذي كان متمتعاً به عندما كان مشمولاً ببركة الأب. فأحس بالحاجة فذهب إلى شخص في تلك البلاد وأرسله هذا كي يرعى الخنازير. كانت الخنازير من الحيوانات النجسة وهي لا تؤكل ولا تذبح ولا تلمس، وكان أحقر عمل يقوم به الإنسان هي رعاية الخنازير. وطعام الخنازير (الخرنوب ) يعد انحطاطاً إلى أبعد من أن يصدق.فالابن قد سقط في الحضيض.
يرينا هذا معاناة الخاطيء من مرارة نتائج الخطيئة فالانحدار من الشبع إلى العوز ومن دسم بيت الأب إلى خرنوب الخنازير القذرة الذي اشتهاه ولم يجد من يعطيه إياه. كم فعلت الخطية بالخاطئ، جعلته يقاسى المذلة والمرارة لكنها لم تنجح في أن تحرمه من محبة الله الفائقة والعجيبة.الابن يعرف بصلاح أبيه ولطفه وسخائه في العطاء. حيث أن أباه قد أشبع العبد الذي عنده. والعبد كان أدنى الخدم وكان يُشترى ويعمل في البيت دون أجر ومع ذلك كان الأب يشبعه ويفضل من طعامه. فالابن تأمل في صلاح أبيه وسخائه فمع أنه كان لديه الكثير من الأجراء ألا أن جميعهم كانوا يأكلون ويشبعون في بيته ويفضل عنهم.
تؤكد القصة الحقيقة العظيمة لله الذي يحب الإنسان جداً ويراه ثميناً، والذي فقده بسقوط أدم ولذا فعل كل شيء ليسترده. هذا الحب العجيب للإنسان برغم سلوكه في الخطيئة.

دور الإنسان

( رجع إلى نفسه ) فكر بأنانيته رغبته في أن يعيش على هواه ويزيل كل ما يعترض طريقه .
فالإنسان عليه أولاً الاعتراف بخطيئته.
ثم أحس بحب أبيه متذكراً حالة بيت أبيه وسخائه فتحول راجعاً إلى أبيه وهذه هي التوبة. أن يفكر ويتخذ قراراً (أقوم وأذهب إلى أبي ) لكن توبة هذا الابن كانت تنقصها الرؤية الصحيحة، فهو يقول (أقول له أخطأت إلى السماء وإليك ) كانت رؤيته خطيئة ربما توقع توبيخاً عنيفاً أو غضباً عارماً من أبيه حين يلقاه بثياب رثة وحافي القدمين وأثار نتائج الخطيئة واضحة عليه بعد أن بدد أمواله في الخطيئة فكان يريد تحضير جواب وتبرير قبل أن يتلقى هذا اللوم، كأنه يريد أن يقول ( بددت مالك وأريد أن أكون عبداً أجيراً ).لقد كان تفكيره بأنه سيتخلص من مأساته بأن يكون عبداً أجيراً يحصل على معيشته بقدر عمله أي بقدر استحقاقه. (ولا أستحق بعد أن أدعى أبنا لكَ ) وكأنه باستحقاقه سيدعى ابن وينال الخلاص. لكن الخلاص والبنوة لا نحصل عليها وفق أعمالنا واستحقاقاتنا لكن بإيماننا وبنعمة الرب فمن غير الصحيح أن نخاف أو نتردد في الرجوع إلى الله بسبب خطايانا واعتقادنا بغضبه علينا ورفضه لنا فالله ينتظرنا بفرح. غير أن الابن رغم رؤيته الخاطئة وعدم معرفته الحقيقة بابيه إلا أنه أتخذ قراراً ونفذه (فقام ورجع إلى أبيه ).
أن ما لم يعرفه الابن عن أبيه هو أنه وبالرغم أنه خاطئ أضاع نفسه وضل بعيداً عن أبيه إلا أن الأب ظل يفتش عنه وكأنه هو (أي الله الأب ) الذي أضاع الخاطيء.
نلاحظ القصة لا تذكر أن الابن جرى وتقدم إلى أبيه لكن الأب هو الذي جرى مسرعاً للقاء ه " إذ كان (الابن ) لم يزل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله “ وقال " ابني كان ضالاً فوجد " أي أن الأب يُقر أنه شعر بالخسارة حينما تركه الابن وغادر، ثم بدأ الابن ينطق الكلمات " يا أبي أخطأت إلى السماء وإليك..." لكنه لم يكمل القول بأن ( أجعلني كأجير عندك أو أجعلني خادماً ) لأن أباه لم يعطيه الفرصة لذلك بل أمر عبيده حالاً أن يخرجوا له أحلى حُلة فالله تعامل بنعمة بفيض النعمة.
أن الابن أعتقد بأنه لو عمل أجيراً أو خادماً عند الأب سينال الخلاص لكن قلب الأب نحوه مختلف تماماً فهو يريد أن يمتعه بكل ما يملك لأنه يحبه حباً عظيماً. أي أن الابن تصور خلاصه على أساس الاستحقاق لكن خلاصه الحقيقي على أساس النعمة، فالنعمة ترفع الإنسان لتجعله أميراً مع الله ويعطيه الأفضل أيضاً. وهذه هي التوبة أن يتحول الخاطيء عن خطاياه برؤية سليمة حسب فكر الله. يتحول عن آثامه رافضاً الاستمرار فيها ويقبل إلى الرب برؤية أنه سيخلص بالنعمة مجاناً، لن يدفع ثمناً للغفران بل سيصير أبناً لله له أمتيازات أبناء الله المجيدة مجاناً.
أن الأب متلهف أن يعطي النعمة للابن "فقام وجاء إلى أبيه وإذ لم يزل بعيداً رآه أبوه فتحنن" أما دو الخاطيء أن يقبل هذه المصالحة من القلب. أن بمجرد اعتراف الابن بخطاه وبضعف " أخطأت إلى السماء وإليك " نال الغفران لذلك حيث أن الأب " وقع على عنق أبنه وقبلهُ “، (يقبله ) أي سمع اعترافه وهو أي الله هو الذي سبق وقدم المصالحة، أما دور الخاطيء فهو قبولها. فقبله الأب لا تدل فقط على محبته القلبية لأبنه بل تعتبر مبادرة للمصالحة. فعندما يرى الله إصرار الخاطيء على ترك الماضي والإتيان إليه يتدخل فيغيره ويجدده وهذه هي الولادة الجديدة.

النتائج التي حصل عليها الابن بالولادة الجديدة

  1. تمتع بقبلات المصالحة الحارة مجاناً فالأب لا يكلمه عن ماضيه المشين لأن الوقت الآن وقت حب بحضن الله الأبوي.
  2. ارتدى أفضل ثوب: فعندما عاد الابن خلع ثيابه المتسخة بقذارة الخنازير وارتدى أفضل ثوب ( نزع ثوب الخطيئة ولبس ثوب الإيمان والبر ) لأن ثيابه القديمة لا تصلح في بيت الأب. فالأعمال التي يقوم بها الإنسان قبل الولادة الجديدة هي في نظر الله ثياب قذرة لأنها نابعة من طبيعته القديمة الملوثة بالخطيئة. فالله ينزعنا هذا الثوب بعد الولادة الجديدة ويلبسنا رداءه الإلهي.
  3. وضع خاتم في يده مجاناً: والخاتم يعني المكانة والسلطة. فعندما ينال الخاطيء الخلاص يصير أبناً لله فهو يقدر لأن يتغلب على الظلمة بسلطان أولاد الله وباسم يسوع، كما أن الخاتم هو عهد جديد بينه وبين الله يقوم على أساس ترك القديم ولبس الجديد.
  4. ارتدى حذاء ومجاناً. الحذاء يشير إلى السير، السلوك، وفي ذلك الوقت لم يكن للعبيد أن يرتدوا أحذية داخل البيت، البنيين فقط يرتدونها. فأصبح هذا أبناً لله وله أن يخدم الله كابن وليس كعبد. فالابن برغم كل الشرور التي فعلها إلا أن الأب أعتبره أبن وأعطاه حذاء ليرتديه في محضر الأب ويسير في طريقه.

" أحضروا العجل المسمن واذبحوه لنأكل ونفرح " أن الأب لم يكتفي أنه قَبل الابن بل أعطاه أيضاً النعمة والفرح، فالله عندما يخلص نفوسنا وحياتنا ويعيدنا من طريق الضياع فهو لا يكتفي بأن يرجعنا إليه

الأبن الاكبر

موقف الابن الأكبر يبدو لنا مرفوضا ولكن في واقع الحال هو ليس بغريب علينا.
إذ أن لجميعنا مثل هذا الموقف، فهو يعكس محدودية الإنسان في كل شيء، محدودية الغفران.
لكن لماذا لم يغفر لأخيه الصغر ؟
هناك الكثير من التفسيرات التي تبين أنانية الأخ الأكبر وطمعه في ميراث أبيه، قد يكون هذا صحيحا بحسب الظاهر إذا نظرنا من زاوية معينة للموقف، لكن إذ تأملنا بعمق أكثر وحاولنا النظر من زاوية أخرى، قد نكتشف حاجة الأخ الأكبر للتطهير، وللشفاء الداخلي من كل مشاكله النفسية.

"غضب ورفض أن يدخل"
هذا كان رد فعله الغير واعي للترسبات الطفولية الموجودة عنده والمتراكمة على مر السنين والتي شكلت عائقاً كبيرا في ممارسته للغفران.
هذه الترسبات التي طفت الآن إلى السطح برجوع أخوه تظهر بوضوح في هاتين الآيتين:
" فقال لأبيه: خدمتك كل هذه السنين وما عصيت لك أمرا، فما أعطيتني جديا واحدا لأفرح به مع أصحابي.ولكن لما رجع ابنك هذا، بعدما أكل مالك مع البغايا، ذبحت العجل المسمن !"
أولا لوم وعتاب على أبيه، ثم يحسب عليه خدماته وطاعته له وكأنه هو صاحب الفضل.

قد يرمز الابن الأكبر إلى المسيحي المؤمن الذي مرت سنين طويلة على اهتدائه وولادته الجديدة، المؤمن الذي سجن نفسه في فكرة الخدمة والطاعة لله، وأنشغل بهما حتى حجبتا عنه صورة من يخدم ولمن يطيع، أصابه البرود والفتور لأنه حول علاقة الحب بينه وبين أبيه إلى علاقة عبد بخالقه
وبالا حرى علاقة مرؤوس برب عمله الذي طالما أطاعه وخدمه، وفي المقابل يطالب باستحقاقاته (انه كبرياء جاهل)، هو معه في البيت لكن معرفته به ناقصة ومحدودة.
الابن الأكبر مثله مثل مرتا التي بانشغالها بالخدمة أهملت (النصيب الأفضل)العلاقة التي تنمو بالحب والمعرفة، حياة الله وشركته.
ثانياً الغيرة من أخيه الأصغر وعدم المغفرة له، وهذا أكيد ليس بجديد بل انه تراكم السنين الماضية، (الطفولية).
ثالثاً الحكم والإدانة، من وصفه لشناعة ما فعل أخيه يظهر حكمه المُسبق، وتظهر أدانته الصريحة بعدم استحقاق أخيه الرحمة والغفران.
الأب الذي يرمز إلى الله أبونا السماوي هو المبادر دوما في كل موقف فيه رجوع عن الفكر الخاطىء أو عن الخطيئة، الأب أحترم حرية أبنه الأكبر فلم يجبره على الدخول بل بادر هو كعادته فخرج إلى ابنه الغاضب ممتصا لغضبه، راجيا إياه الدخول معه إلى بيتهم.

الابن الغاضب يطالب بحقوقه ويتحسر على ما فقده من فرح إنساني محدود مع أصدقائه بينما الله الذي يدعوه إلى فرح ألهي مطلق كان قد وهب مجانا ما هو أكثر من الحقوق وبما لا نستحق.
عند اهتدائنا نفرح كثيرا بنعم الله علينا لأننا نرى أنفسنا غير مستحقين حقاً، لكن بعد سنين من مسيرتنا الإيمانية نفرح بإنجازاتنا مع المسيح فنشعر باستحقاقاتنا، فنأخذ موقف الابن الأكبر (نراقب ونغير ونحسد ونحاسب الله ) ناسين فيض نعمه علينا.
في حوارهم كان الكثير من اللوم والعتاب من قبل الابن الأكبر، والكثير من تجديد الذهن ومن شفاء المشاعر الجريحة من قبل الأب (رافق الأب ابنه كما رافق يسوع تلميذي عماوس شارحا لهما الكتب السماوية وكاشفا لهما عن شخصيته بكسر الخبز).
كان الأب متفهما لموقف ابنه عاذرا إياه جهله، مبينا له الكثير من الحب والاحتضان:

"يا ابني، أنت معي في كل حين، وكل ما هو لي فهو لك "...

وهنا يكشف الله عن عدله السماوي تجاه الأولون إذ وهب لهم مسبقا ومجانا، حبه وحياته.
الأب الحكيم يوجه دعوة ثانية للابن الأكبر، ليست كالدعوة الأولى، ليست دعوة لمعرفته واختبار حبه بل دعوة لمشاركته فرحه، دعوة للدخول إلى ملكوته السماوي، فهل ممكن أن نعطي معنى للملكوت أكثر من الشركة في الفرح الإلهي، هذا الفرح هو ثمرة مسيرتنا مع الله، وتاج معرفتنا و حبنا له.
لم تكن مشكلة الابنين الطمع بميراث أبيهم، بل بالتمركز على ألذات.
الأصغر كان يبحث عن هويته وحريته وتحقيق ذاته، وهذا ليس خطأ، لكن الخطأ انه أرادها بالاستغناء عن أبوه ولهذا فشل، أما الأكبر كان يبحث عن حب أبوه وعن مكانته عند أبيه وهذا أيضا ليس بخطأ، لكن الخطأ انه أرادها بالاستغناء عن أخيه.
ولهذا لم ينظر الأب إلى خطايا ولديه ليغفر لهما، بل انه بدافع حبه النقي المجاني لهما، نظر إلى احتياجاتهما وسدد هذا الاحتياج، نظر لحاجة ابنه الأصغر للحب والاحتضان والقيمة عندما رجع إليه تائباً، فأحتضنه، ونظر لحاجة الابن الأكبر في الشفاء الداخلي فرافقه.

وألان أخي القارئ، راجع حياتك على ضوء النقاط التالية:
  1. انظر
  2. أحكم
  3. أعمل

أولا: أنظر جيداً لحياتك، أن كنت تختبر حريتك بعيدا عن الله، فأنظر بتمعن أين وصلت ؟
أحكم بتعقل، هل هذا هو هدفك في الحياة ؟هل نجحت في تحقيق ذاتك بعيدا عن الله ؟ إذ كان جوابك لا، فأرجع إلى نفسك وخذ قرارك بلا تردد.
أعمل فوراً، قم وارجع إلى الله بلا تلكؤ، ارجع الى من هو في انتظارك، جالسا على قارعة الطريق متحملا حرارة الصيف القاسية وبرودة الشتاء القارسة، ارجع فهناك الكثير في انتظارك، الكثير من العناق والقبل، الكثير من الحنان الأبوي، الكثير من القبول والغفران، الكثير من الكرامة الإنسانية والنسب الملوكي.
ارجع ياأخي وافرح مع أبوك الحقيقي.

ثانياً: أن كان موقفك مثل الأخ الأكبر، فكن متأكدا بأن الله يحبك كثيرا، وثق بامتلاكك لكل عطاياه وهباته المجانية، فكل ما له هو لك.
ميز جيدا كل غيرة وتنافس وعدم مغفرة وشعور بالنقص موجود عندك.
ميز جيدا كل ما يعيق تقدمك الروحي ويمنعك من قطف الثمار، ويحجب عنك الفرح الإلهي.
أعمل على أن تلجأ لمن يمكنه مساعدتك بحب كبير، وبنور ربنا يسوع المسيح، فيتجدد ذهنك وتشفى نفسك وتصحح عندك صورة الله.
وأخيرا ضع نفسك محل الأخ الأكبر هل يمكن لك ان ترفض دعوة الحب والفرح ؟

هل يمكن لك أن تبقى خارجا عن بيت الأب وتتنازل عن كل ما وهبه لك الأب من نعمه وبركاته على طول مسيرتك معه والذي هو أكيد أكثر مما حصل عليه الأخ الأصغر.
أرجع يا أخي وأفرح مع أبوك الحقيقي.