Life Agape Logo
١. مدخل

١. مدخل

أن أحبك تعني، أن أقبلك لشخصك على ما أنت عليه، ولا أريد أن أغيِّرك واجعل منك شخصًا أخرًا...
أن أحبك تعني، إنّي لا أتوقع منك أن تكون كاملاً كما أنك لا تتوقع مني الكمال...
أن أحبك تعني، أنا سأحبك وأبقى معك حتى في أصعب الظروف...
أن أحبك تعني، أحبك حتى عندما تكون سيئ المزاج أو لا تستطيع عمل ما أتوقعه منك...
أن أحبك تعني، عندما تكون محبط وليس فقط عندما تكون حلو المعشر...
أن أحبك تعني، أن أعرف أسرارك العميقة ولا أدينك عليها، طالبة منك أن لا تدينني على أسراري...
أن أحبك تعني، اني مهتمة إلى حد الدفاع عن ما يعنينا وأحب بحيث لا أتنازل بسرعة...
أن أحبك تعني، أن أفكر بك وأحلم بك واحتاج واشتاق لك باستمرار راجية أن تبادلني نفس الإحساس...
أن أحبك تعني، للأبد...

الزواج هو ليس البحث عن شخص يمكن العيش معه، بل هو اكتشاف الشخص الذي لا يمكن العيش بدونه.

أما الزواج المسيحي، فهو دعوة من الله وطريق للقداسة والنضج النفسي والروحي، حيث المسيح في الوسط مقدس الجماعة كما في "حيثما اجتمع اثنان بإسمي… أكون في وسطهم". والزواج هو طريق للقداسة، لان الزوجين في حالة تماس كل مع الآخر وهناك يأتي الاختيار بأن تنتصر الأنانية أو تتضاءل، وهنا وفي أقرب العلاقات يوضع إيماننا المسيحي ومحبتنا على المحك. لكن حضور يسوع بالروح القدس هو المعين.

الزواج المسيحي هو أحد صور الملكوت، إذ به يصير الاثنان واحداً في المسيح. ويمثل الزواج المسيحي سر العلاقة بين الله والإنسان، سر الحب والمسؤولية والالتزام. وهو سر اتحاد الرجل بالمرأة كاتحاد المسيح بالإنسانية في سر التجسد والفداء. وان هذا الاتحاد لا يكتمل إلا في الوعي الراسخ لحضور يسوع بين الطرفين.

وهذا ما يميز الزواج المسيحي عن الزيجات الأخرى، لأن جوهر الإيمان المسيحي ذاته يعبر عن معنى الزواج ويبشر به. فكما يتزوج الرجل ويحتضن زوجته ليكونا جسدًا واحدًا، كذلك يسوع بتجسده احتضن البشرية. والقديس بولس الرسول يبرز سر الزواج، باعتباره سرًا اتحاديًا بين الزوجين على نمط سر اتحاد المسيح بالكنيسة "هذا السر عظيم" (أفسس 5/32).

إن احتضان الله للإنسانية الذي تجسد في شخص الرب يسوع المسيح نراه من قبل، ففي العهد القديم يظهر الله نفسهُ لشعبهِ إلهًا يحب من دون شروط أو مميزات، ونرى أن علاقة الله بالإنسانية مبنية على وفاء الله بوعوده، فالنبي هوشع (نبي المحبة) يصوّر الله في علاقته مع الشعب وكأنهُ يتّخذ لنفسهِ زوجة كما جاء في (هوشع 2/16- 22) "لذلك (يقول الرب) سأفتنها وأجيء بها إلى البرية وأخاطب قلبها، وهناك أعيدُ إليها كُرومها… وأجعلها تنام في أمان… وأتزوجكِ إلى الأبد. أتزوجك بالصدق والعدل والرأفة والرحمة، أتزوجكِ بكل أمانة فتعرفين أني أنا الرب".