عيد الحب |
اخوتنا الأحباء، الزواج هو عهد ورابطة أسسها الله بنفسه منذ أن خلق آدم وحواء، وهو الطرف الثالث لكل رجل وامرأة يريدان ان يرتبطا بهذا العهد، وأن يدوم عهدهما إلى الأبد. وكما عرف الله إحتياج آدم لشريكة الحياة واختار حواء لتكون زوجة له، فهو ايضاً يعرف ويدبر شريك الحياة الصحيح لكل شخص منا. لكن المشكلة تكمن عندما نقوم بإخراج الله من معادلة الزواج ونختار شريك الحياة بحسب مشاعرنا ومقاييسنا ومواصفاتنا نحن، فهذا أمر يهدد العلاقة بشكل خطير ولسبب بسيط جداً: وهو أن ظروف الحياة تتغير، وبتغيرها تتغير مكانة شريك الحياة وصورته عما كانت في الأول عندنا، فإن كان ما يربطنا مع شريك حياتنا هو أمور مادية فانية (الجمال، الغنى، التحصيل الدراسي، المكانة الإجتماعية… الخ) فإن علاقتنا ايضاً تكون فانية، والكتاب المقدس يقول «الإنسان ينظر إلى العينين، وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب». فقبل ان تفكر/تفكري بالإرتباط بشريك الحياة، يجب أن ننتبه لما يقوله الله عن هذا الشخص، وأن نطيعه فيما يقوله وإن كان ذلك صعب، ونثق بأنه سيدبر شريك الحياة المناسب بحسب مشيئته، كما دبر حواء لآدم، وبغير ذلك نكون نضع علاقتنا في خطر كبير، لأننا اخذنا عملية إنجاحها على عاتقنا نحن وخرجنا عن ظل مشيئة الله. فلن تصمد علاقتنا بوجه امواج الحياة مهما حاولنا أن نسندها، وإن صمدت فستكون بمرارة وصعوبة وتكون حية ليس لأنها قوية، بل لأن ضروف موتها غير متوفرة حالياً!