المسيح ام العالم |
إن عارضك أهلك على ايمانك بالمسيح... فمن ستختار، ومن ستترك؟... هم، أم هو؟
قال السيد المسيح «ويكون أعداء الإنسان (المؤمن) أهل بيته»
وقال ايضًا «لا نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وأهل بيته»
اخوتنا الأحباء، الإيمان بالسيد المسيح يقلب حياة الإنسان بصورة كاملة، فلا يعد يرى الأمور بالمنظار المادي الدنيوي، كما اعتاد ان يراها سابقًا، بل بمنظار الحياة الأبدية. فتنقلب موازين و "أثمان" الأمور، فالماديات تنزل إلى المراتب السفلى من الأولويات، ويرتفع الحق، والتضحية، والتواضع، ونكران الذات، والحماسة ونتيجة ذلك يرتفع ايضًا الفرح والإكتفاء والرجاء والسلام. وهذا يخلق تصادم كبير مع الذين ما زالوا يعيشون بحسب فكر العالم، فكر "أن الله موجود لخدمتي ولتسهيل امور حياتي"، فعندما يحدث هذا التصادم، يكون امام المرء فرصة لإمتحان ايمانه، من سيختار، ومن سيترك؟ وأشد الصراعات تلك التي تكون مع اقرب الذين هم لنا، اخوتنا واهلنا. لذلك يقول السيد المسيح أنه جاء للتفرقة، ليس عمدًا بين افراد العائلة كما قد يفهم البعض، بل بين النور والظلمة، وبين الحق والظلال، حتى لو كان ذلك بين افراد الأسرة نفسها. ويقول "وكل من ترك بيوتًا، أو إخوة أو أخوات، أو أبًا، أو أمًا، أو أبناء، أو حقولًا من أجل اسمي، ينال مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية". فلو كنت تعاني من هذا الإنقسام في حياتك الآن، السؤال مطروح امامك: من ستختار ومن ستترك؟ لأنه من غير الممكن ان ترضي الإثنين معًا، ويقول الإنجيل المقدس "أي صلة بين الخير والشر؟ وأي علاقة للنور بالظلام؟ وأي تحالف بين المسيح وإبليس؟ وأي شركة بين المؤمن وغير المؤمن؟ وأي وفاق بين هيكل الله والأوثان؟"