القيامة |
وتكون باتحاد النفس والجسد عند القيامة وتصبح لها القدرة على الحياة إلى الأبد. ستكون لنا شخصيتنا المتميزة وستكون كاملة بعمل المسيح وأجسامنا المقامة ستكون بلا ضعف ولا مرض وتصبح بصورة جديدة ممجدة كما في الخلق الأول.
الموت الروحي: نتيجة الابتعاد عن الله والذي ينتج عن الأمور النفسية، الاكتئاب – الفشل – الحزن – الخوف القلق والتي تشوه صورة الله في نظر الإنسان
ولكي نتغلب على الموت الروحي ونحصل على قيامة يجب أتباع خطوات أو أسس لنعيش القيامة وهي:
سوف نتناول هذه النقاط من خلال نص (يوحنا 20 ) ومن خلال موقف مريم المجدلية وتوما الرسول. كان بطرس ومريم وبقية التلاميذ ون ضمنهم توما يعيشون الموت الروحي بسبب الحزن والإحباط والانكسار. بعد أن توقعوا الخلاص الذي انتظروه من يسوع. رأوا عكس توقعاتهم وهم ألان مهددون بالموت وذلك لأن نظرهم كان موجه إلى القبر وليس إلى يسوع " انحنت إلى القبر وهي تبكي " كلهم يذهبون إلى القبر وأولهم مريم التي أعمت الدموع عينيها. رغم أنها كانت معروفة بحبها وشغفها بيسوع لازمته في حياته لكنها لم تكن تنظر إليه "تبحث عنه ولا تراه " أخذوا ربي ولا اعرف أين وضعوه " لكن بنفس الوقت كان لديها الرغبة الشديدة للذهاب إليه ,أخذه " أن كنت أنت أخذته يا سيدي فقل لي أين وضعته حتى آخذه "
عندما تكون لدينا هذه الرغبة بالذهاب إلى يسوع ستنشأ بيننا وبينه علاقة وتجدد دائماً تمكننا من تمييز صوته ومعرفته حتى وسط الألم " ناداها يا مريم فعرفته "
فحن تواجهنا الأحزان علينا مواجهتها ليس بالعينين اللتين أعمتهما الدموع بل بالأنظار المستنيرة بإشراقة النور، الأنظار التي تخترق السحابة السوداء لتبصر النور الحقيقي ويكون هدفنا أن نأخذ يسوع " أين هو لأذهب وآخذه " لنعطيه كل همومنا وضيفاتنا.
أن إجابة مريم ليسوع " يا معلم " أول علامة لطاعة مريم (لديها استعداد لخدمته ) والطاعة تنشأ من المعرفة العميقة للمقابل.
كما أطاعت مريم يسوع عندما أمرها " لا تلمسيني " أذهبي وقولي لأخوتي أني صاعد إلى العيد لكن يريدها أن تنقل الأخبار لبقية التلاميذ ( يسوع يحقق القيامة بالخدمة ). يسوع يعلمها بأن لا يستمر بالتعلق به بدون حساب الوقت والمسؤولية الملقاة على عاتقها. كما يوجه المجدلية إلى أن وقت الصِلات الجسدية قد انتهى (بالمس ) بل العلاقة الآن هي روحية والارتباط والعطايا بالروح القدس والتي ستكون صلة الأجيال والعصور إلى نهاية الدهور وليس با للمس والبصر والسمع. فيوجهها يسوع إلى أنه كي تلتقي به يجب أن تتجاوز الوسائل الحسية بالاتصال به وأن ترى الرب الممجد الناهض من الموت وتبدأ معه علاقة جديدة على أسس إيمانية جديدة فناداها "يا مريم كي تستدير وتراه بطريقة أخرى جديدة حتى تعرفه وتصغي إليه بشكل أخر فهي ستعرفه أكثر عندما تذهب وتشهد رأيت الرب. كما أن يسوع بقوله (لا تلمسيني ) يدعوها إلى النضوج بالتعامل معه حيث يعطيها مسؤولية الابنة الناضجة التي تقوم بخدمة يسوع وهي نقل البشارة فالخدمة التي قامت بها أحيتها من موتها الروحي.
يسوع اليوم يريدنا أبناء ناضجين وليس صغار معتمدين عليه فقط فلا بد من تحمل المسؤولية والنهوض لننال القيامة ( بل أذهبي وأخبري ).
لقد وثقت مريم بكلم يسوع وتجاوزت الصعوبات واضطهاد الرومان والخوف منهم حيث كان لها الثقة بأن الرب قادر أن يهيئ لها الطريق لنقل البشارة فحتى الموت الجسدي لا يقدر أن يعيق أو يوقف عمل الله وتوصيل البشارة.
دخل يسوع في وسط التلاميذ وقال (سلام لكم ) ففي وسط أي خوف أو مصاعب علينا الثقة بأن يسوع حاضر وقريب وقادر أن يمنحنا السلام ويعطينا مسؤولية أن منا بها كانت ركناً مهماً في قيامتنا. لكن نحن لا نستطيع أن نفعل كل هذا بجهودنا الذاتية لذلك " نفخ في وجوههم وقال خذوا الروح القدس " بالروح القدس نستطيع أن نتقدم ونتواصل ونحيا من جديد.
كما أن شركة المؤمنين شرط أساسي من شروط القيامة " وكان توما غائباً عندما جاء يسوع "
فخطأ توما أنه أنعزل عن المؤمنين، حزنه كان عميق وانطوائه وانعزاله منعاه من القيامة.
متى شعر بالقيامة ؟ " بعد ثمانية أيام أجتمع التلاميذ ومعهم توما فجاء يسوع "
فشركة المؤمنين ترينا يسوع وتتيح لنا الفرصة للقاء يسوع ، تسمعنا صوته وتجعلنا نعيش في شركة معه وكما تعطينا أجوبة على تساؤلاتنا .
حيث وجد توما أجابه على شكهُ حين أجابه يسوع أثناء شركته بالمؤمنين وعلى نفس تساؤلات قلبه " هات إصبعك إلى هنا وهات يدك وضعها في جنبي " أجابه يسوع في نفس مكان تساؤلاته وشكه كاشفاً أسرار قلبه مردداً نفس الكلمات التي رددها ليصل إلى الإيمان عن طريق التجربة والاختبار. فأمام تلك المحبة الغامرة امتلأ قلب توما بالفرح وهذه كانت قيامته فهتف " ربي وإلهي " فقال له يسوع " أمنت يا توما لأنك رأيتني طوبى لمن يؤمن ولم يرى " يقصد الأجيال التي ستأتي وتؤمن بيسوع وتحبه وتتعلق به دون أن تراه رؤية العين.
أننا نخسر كثيراً حينما ننعزل ونبعد أنفسنا عن المؤمنين ونهمل الاجتماعات واللقاءات. أن اختبارات كثيرة نختبرها مع هذه اللقاءات لن نصل إليها بخلوتنا وانعزالنا.
أن كثيرين في أحزانهم يلازمون بيوتهم ويرفضون الذهاب إلى الكنيسة، لكن أين نجد التعزية أن لم يكن في اجتماعات المؤمنين وكيف يهرب الحزن والتنهد ما لم نتعامل مع الذي يسكب علينا التعزيات بدل الأحزان.
أما الأمر المهم والذي يعتبر من المعوقات الأساسية للتواصل والاستمرار في القيامة هو الصلاة ودراسة الكتاب المقدس حيث تجعلنا نعرف يسوع أكثر ونتعمق في معرفة شخصيته، حياته، صفاته، تعاليمه، معجزاته، فدائه، محبته بقلب المحتاج التلهف الباحث عن رب الحياة.
ولا ننسى أن نشكر الله على كل عطاياه فالشكر يجعلنا مرتبطين بالنعمة حيث نكون شاعرين بوجودها، وكلما كنا قريبين من يسوع كلما وصلنا إلى اليقين بحضوره في حياتنا حيينها نسلم أنفسنا بفرح للرب مثل توما " ربي وإلهي " بهذا الاندهاش وهذا الفرح الذي تجيء به القيامة.