الآلام |
كثيرةٌ هي الأحداث والمواقف التي تكون أكبر من قدرة الإنسان على مواجهتها أو التغلب عليها مما تسبب له المتاعب والقلق والخوف وبمختلف أشكالها أي الجسدية والنفسية والروحية ، لذا فيصرخ من الألم .
ونحن المسيحيين لا نستطيع فهم الألم إلا في ضوء الإيمان فوجب علينا أن نعرف هل خلق الله الإنسان متألم ؟ أم كيف ومتى دخل الألم إلى حياة الإنسان ؟
كلنا نعرف عندما خلق الله أدم وحواء (الإنسان الأول ) على صورته ومثاله خلقه ووضعه في الجنة ، ... وبعد أن عصيا الله كان الألم هو عقاب خطيئتهم ونتيجتها أي حكم الخطيئة .
وقال الله لحواء بالآلام تلدين البنين ( تكوين 3 :16 )
وقال لأدم بعرق جبينك تأكل خبزك ( تكوين 3 : 19 ) أي بالألم والتعب ، فدخل الألم حياتهم وشمل كل جوانب كيان الإنسان من قوى النفس والإرادة والجسد .
مثل غيرة قايين من أخيه هابيل وقتله له وحزن أدم وحواء عليه / ألم نفسي
آلام آدم وحواء لانفصالهم عن الله وطردهم من العيش قربه (الجنة) / ألم روحي .
واخيراً الموت الجسدي لهابيل وللجنس البشري كله / ألم جسدي .
إذاً المعنى الحقيقي للألم هو ، : تشوه صورة الله في الإنسان ، لأن الإنسان مخلوق على صورة الله فتشوهت هذه الصورة بالخطيئة .
فالسبب الرئيسي للألم هو الخطيئة ، ولا يستطيع أحداً أن يغفر لنا الخطيئة ويحررنا منها إلا الله وذلك عن طريق الحب والتواضع والتضحية حتى الاستشهاد وبذل الذات (الموت) وهذا ما قام به يسوع بموته على الصليب ، لذلك سوف نفهم لماذا يتألم الإنسان البار ؟ المسكين ؟ والرب يسوع؟
فمن أجل فهم هذا السر والإجابة على أسئلتنا ، علينا أن نتشبه بالمسيح وبمحبته لله والله له .
كما أن المسيح نزل إلى عمق صميم الإنسان واستطاع أن ينتصر على الألم بقوة المحبة وبذل الذات وكان النصر النهائي بالقيامة من بين الأموات . فاصبح أول إنسان يعطي معنى للألم قبل أن يقهره ويتغلب عليه لأنه نزل إلى عمق آلام ، فنرى في اشعيا(53 ) يخبر عن المسيح انه متمرسُ في الأوجاع والحزن وموجع متألم إي انه اختبر كل أنواع آلام كذلك لم يبقى إي شكل من الأشكال لم ينتصر عليه بقيامته .
إذا لولا يسوع لم نكن قادرين على تحمل الألم الناتج عن خطايانا ونتغلب عليه ،لذا لألام المسيح وموته فائدة روحية ومعنوية لنا نحن المؤمنين بصليبه المقدس وهي :
فحَولَ المسيح آلالم طريقاً للرجوع لله وإليه .
وأخيراً الألم هو جزء من التنقية التي يسمح بها الله ويحوله لخيرنا وخلاصنا (نحن لا نفهم لكن نؤمن). وبهِ يختبر الله أمانتنا تجاهه وحبنا له ونكتشف إمكاناتنا البشرية أيضاً .
هل أنت اليوم متألم من مرض ما أو هجران صديق أو فقدان عزيز؟
تأكد أنك قادر إن تحول ألمك هذا إلى انتصار وتحرر لأنه" في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا " ( رومية 8 : 37) الرب يسوع