الحق |
يسوع يتحدث عن نفسه أنه هو الحق ! ما معنى يسوع الحق ؟
في إنجيل يوحنا الإصحاح الأول " هو النور الحق جاء إلى العالم ينير كل إنسان وكان في العالم وبه كان العالم وما عرفهُ العالم " يوحنا 1: 9-10
" من فيض نعمه نلنا جميعاً نعمة على نعمة لأن الله بموسى أعطانا الشريعة وأما بيسوع المسيح فوهبنا النعمة والحق " يوحنا 1 :16 –17
الحق هو أحد صفات يسوع المسيح ففي الفصل الأول من إنجيل يوحنا يتحدث عن مواصفات يسوع، هو الخالق، النعمة، الحق، الحياة، النور.... الخ
يسوع قال " أنا هو الطريق والحق والحياة. يسوع هو الطريق الذي يكشف لنا الحق وهذا الحق يقودنا إلى الحياة، عكس الحق هو الباطل أو الكذب، الخدعة، الضلال.
في الماضي كان الضلال يقود أهل المعصية، يقود هذا العالم لكن الحق يكشف كذب الضلال.
هناك حقائق علمية ومخترعين العلوم (نيوتن، انيشتاين.....) هذه حقائق من العلم لكن نوع الحق الذي جاءنا به يسوع هو كشف حقيقة الله وحقيقة نفوسنا وحقيقة الخلاص.
ما هي الأشياء التي جاء بها يسوع وماذا كشف ؟
جاء يسوع يخبرنا عن حقيقة الأب، عن حقيقة وجود الخالق، عن سلطان هذا الخالق.
فالوجود والسلطان نراهما من الخليقة الأولى لكن يسوع عن صفات الخالق " مَنْ رآني قد رأى الأب “. نرى صفات الله في يسوع (يسوع النور، الراعي، الكرمة، الحياة، الشافي ) يعكس لنا وجه الله حتى يقُرب الله لنا، يخبرنا عن مواعيد الله " لم آتي لأهلك بل لأخلص " كما جاء يكشف لنا حقيقة الخلاص ليس بالأعمال بل بالتقاء الله الحق مع الإنسان الضال ( البعيد عن الله ).
حقيقة الخلاص هو مجانية ليس بالأعمال لكن بالأيمان، نقطة التقاء الله مع الإنسان الضال سميت بالمصالحة، الخلاص، الولادة الجديدة، الاهتداء.
تعريف الخلاص هو الاهتداء إلى معرفة الحق.
فالابن الضال كان ضالاً لأنهُ لم يكن يعرف حقيقة محبة الأب. لكنه حين رجع إلى أبيه تم خلاصهُ عندما أكتشف محبة الأب.
في يوحنا 14: 31 يسوع يميز بين المؤمنين وبين أهل العالم. يذكر يسوع بأنه سيرسل الروح القدس المعزي روح الحق ويذكر بأن المؤمنين سيعرفنه ويكون في داخلهم لكن العالم لا يعرفه لأنه بعيد عن الحق (في الضلال )
أن الإنسان قبل الاهتداء يحمل أفكار خاطئة عن الله، يخاف الله، من عقابه، يلوم الله لما يصيبه من شر، لا يفهم محبة الله الغير المشروطة، لا يعرف مسا محته. كل هذا لأنه في ضلال لكن بعد الاهتداء وعند اكتشافه الحق يكتشف أن هناك علامة محبة، يعرف حقيقة الله. المجدلية اكتشفت حقيقة محبة يسوع لذلك تغيرت وتجددت.
أن يسوع بميلاده، بحياته، بصلبه، بقيامته جاء يكشف لنا حقيقة محبة الله وصفات الله لامتلاكه حكمة سماوية. وعلى الطرف الأخر فهو جاء ليهدم الضلال، فيسوع يسمي الشرير روح الكذاب لأنه يغطي محبة الله وحقيقة الله.
وفي يوحنا هذا فروح الضلال موجود في الأعمال الشريرة، الأعمال الإرهابية لأن الضلال يجعل الإنسان يفكر أفكار خاطئة تحتاج إلى تصحيح ولا يمكن تصحيحها ألا بمعرفة الحق.
لذا وبعد اختبارنا للاهتداء والحق علينا أن نستمر بإتباع يسوع بقراءة الإنجيل لأن الشرير يستمر بالدخول إلينا. فكلما كان طريقنا بمرافقة يسوع وحياته وإنجيله كلما زادت نسبة الحق في حياتنا. أن خطايانا لا تنتهي بالاهتداء لكن سيبقى فينا نسبة من الضلال لكن كلما نطيع الله ونتبعه أكثر كلما اقترب للحق أكثر.حتى تلاميذ يسوع لم يصدقوا بأنه المسيح حتى الصلب.
فحياتنا بكاملها هي مرحلة انتقال تدريجي ومستمر من الظلام إلى النور، بقيادة وإرشاد روح الحق يسوع