المحب بالانتظار |
منذ سنين عديدة وأنا ألف وأدور حول نفسي وابحث عن شيء افتقده.وفي كل مرة عندما كنت أجد شيئا, أتشبث به وأتصور أني وجدت ما فقدته وإذا بي أراه حملا جديدا يضاف إلى أحمالي القديمة ويزيد ها ثقلا.
كنت قد نسينك يا رب لكنك كنت تحوم حولي وتحاول بشتى الوسائل أن تجتذبني أليك كنت أغيٍر اتجاهي عنك.كنت أخاف يا رب أن أقف أمامك لئلا تحاسبني, تعاتبني أو أن تستقبلني استقبالا جافا, لما قمت به من أخطاء, وما مررت به من تجارب دون أن اقصد عصيانك بل اكتشفت بعدها باني لم أكن اعمل مشيئتك بل مشيئتي.كنت يا رب ابتعد عنك لخجلي منك ولفقدان رجائي بك.لو كنت وثقت بك ثقة كاملة لما مررت بكل هذا منذ البداية...وألان يا رب هل تقبلني أن أتي إليك.هل ستستقبلني بذراعيك مفتوحتين لتضمني وتحتضنني.سمعتهم يقولون عنك انك محب عظيم وحبك يفوق كل حب في العالم وتفرح بكل من يأتي إليك مهما كانت خطاياه, لا تعاتب من يأتيك ولا تقابله مقابلة قاسية.هل من الممكن أن تحبني كل هذا الحب وأنا لا اعرف ؟....يا رب سأتجرأ واتي إليك وأنا مستعدة لأي شئ تفعله بي..وما أن تقدمت بخطوات بطيئة رأيت ما لم أصدقه...ابتسامتك الدافئة الهادئة وحنانك المتدفق يرى بوضوح لدرجة تجعلني اطمئن ومن البداية المثول إمامك فتح قلبي لك والبوح بكل ما فيه.أراني أتكلم وأتكلم معك وأنت تسمعني مع انك تعرف كل شيء وكل ما أقوله.حينها أدركت انه علي السكوت.لأن السكوت والتمتع بحضورك والتنفس منك أروع بكثير من الكلام الذي أنت تعرفه.أدركت أن هذا السكوت هو الذي سيمنحني الراحة والاستماع إلى صوتك, إلى جوابك لي عما تريدني أن اعمله.
يا رب لا تدعني ابتعد عنك, كن معي,لا تتركني حتى لو ابتعدت ,عرفت أخيرا أن ما كنت افتقده وابحث عنه هو أنت ,وأنت بداخلي ...ورغم كل قربك هذا ما كنت أراك.ابق بداخلي ونادني دوما تعال ألي فانا بانتظارك.