الاحضان الامينة |
مر وقت طويل وأنت يا رب تحاول وتبذل كل جهدك في ان تقول لي شيئا.كنت ترجو مني ان أتكلم إليك واكشف لك عما يحويه قلبي وأعلن ذاتي لك.كنت تتمنى ان التفت وانتبه إليك وامنح جزء من وقتي لأقضيه معك لكن اعذرني يارب لقلة تركيزي وقلة إدراكي بأهمية ذلك .
يارب...الآن أحس بوجودك القريب حولي صرت مشتاقة للجلوس أمامك والمثول بين يديك لأنك الوحيد الذي تسمعني دون تذمر ولا ضجر ولا استخفاف بما احمله من مشاعر جريحة أو مشاكل حياتية متكررة...يا لقلبك الكبير وصبرك الطويل وأنت تسمعني وأنا أتكلم وانفعل.لمست خوفك علي وحرصك على الحد من انفعالي حين نهضت من مكانك وتقدمت إلي بخطوات بطيئة.كنت حينها جالسة منحنية الرأس ومستمرة بالحديث بحرارة.أحسست بخطواتك فسكتت ورفعت رأسي فصار نظرك بداخل نظري فلم تستطع دموعي ان تبقى محبوسة في مقلتي فانهمرت على وجنتي.لكن يداك الحنونتان أسرعتا لضم رأسي بين لباسك الفضفاض الذي ترتديه.
سكنت روحي وهدأت نفسي وأنا في أحضانك ورأسي متكأ على جسدك الدافئ.أردت البقاء في هذا الحضن طويلا لكنك كنت تدفعني إلى النهوض للقيام بأعمالي ومواصلة حياتي.
أنت يارب عالم بضعفي وتعرف بأنني لا اقدر أن أقوم بأي شيء دون أن تكون معي, بقربي وبداخلي تقودني في طريق هو الطريق الذي أنت تختاره وتريده لي.لاتقطع صوتك الهامس في أذني الذي ينبهني دائما إلى حضورك كل عاصفة في حياتي تحمل بشرى الخلاص.