معجزة شفاء الأبرص |
أن معظم معجزات يسوع ليست معجزات شفاء جسدي فقط لكن هي شفاء النفس الداخلية واهتداءها. غاية الرب أن يعلن بأن يهتدي الإنسان إلى شخص الله ويؤمن ويثق به.
مرض البرص: هو مرض مخيف سريع العدوى يسبب تحطيم أنسجة الجسم وتدمير بعض الأعضاء مثل الأصابع أو الأنف والمريض تتقدم به الحالة فيفقد الكثير من أنسجة الجسم ويعتبر مرض خطير ليس له علاج ذلك الوقت.إن هذا المرض ليس موجود في الوقت الحالي لكنه يوازي بخطورته مرض الإيدز في هذا العصر ولكون عدم وجود علاج للمرض لذلك ينفى المريض من بيته ومن مدينته ليعيش في مكان بعيد مع غيرهُ من البرص إلى أن يشفى أو يموت.
معاملة البرص: كان الأبرص يعتبر نجس لا أحد يقترب منه خوفاً من العدوى ولا أحد يمسه لأن في شريعة اليهود من يلمس نجساً يتنجس أيضاً فكانوا يلقون الحجارة على البرص ليبعدوهم عنهم مسافة معينة. لذلك فالأبرص كان مرفوضاً لا يسمح له بالاشتراك في الأنشطة الدينية أو الاجتماعية أو دخول الهيكل.
إحساس الأبرص:
أن هذه المعاملة تجعله يحس بالرفض لا أحد يحبه إضافة إلى الإحساس باليأس والخوف والقلق فمرضه الجسدي تحول إلى نفسي أيضاً. ومع كل ذلك عندما رأى يسوع أصبحت لديه الثقة بيسوع بأنه قادر أن يشفيه وتغيير حياته فقرر أن يذهب إلى يسوع " تقدم إليه وسجد له " حيث سلم حياته للرب ليعمل بها. ثم طلب من يسوع بتوسل وبرغبة حقيقية صادقة وبإيمان حقيقي وبثقة بقدرة يسوع على شفائه معترفاً بضعفه وبأنه غير قادر على أي شيء بجهوده الذاتية إلا بتدخل يسوع في حياته.
لكن طلبه هذا ورغم كونه برغبة حقيقية لكن الأبرص أراد أن يعرف هل أن طلبه موافق لإرادة الله؟ فنراه يسال يسوع (أن أردتَ ) يعني أن الأبرص يريد الشفاء لكن يسال الرب ( يا رب بطريقتك ومشيئتك أنت وليس بطريقتي فإذا أردت لي الشفاء فليكن وأن كان ذلك مخالف لمشيئتك فأنا راضي وصابر وانتظر وقتك يا رب ) حيث يقول ليسوع (آنت قادر أن تطهرني ) ولكن ( أن أردت ) حيث لديه الثقة أن الرب قادر على المستحيل ( أن تطهرني ) قادر على الشفاء الكامل ليس الجسدي فقط. فمن المهم أن نخضع لمشيئة الله فأحيانا نطلب طلبات لا تتحقق. هذا لأن خطة الله لنا مختلفة عن طرقنا ولكن بلا شك أعمق بكثير.
يسوع حنون، عطوف، محب، مساعد يعرف قيمة الإنسان الحقيقية هي في داخله وليست في خارجه، فرغم إصابة الأبرص بالمرض والتشوه لكنه بنظر الله ذا قيمة كبيرة ولا إنسان يرفض يسوع أن يلمسه أو يمد له يد المساعدة، يسوع يمد يده ويلمس الأبرص الذي يرفض الكل لمسه حيث أن يسوع قبله كما هو. لأنه يعرف بأن في داخل الإنسان بذرة فيما لو اعتنى بها سوف تنبت ثمرة جديدة، فهو يدخل إلى أعماق قلوبنا ويعالج جذر المشكلة وليس فقط السطح (المشكلة الظاهرية ). إن يسوع يريد مساعدتنا دائماً كيف لا يساعدنا ونحن نطلب منه ذلك. فحينما رأى يسوع الأبرص يطلب ويريد التغيير بين له " أني أريد فاطهر “.
فشرط حدوث المعجزة هي تطابق أرادت الإنسان مع إرادة الله. فعندما تكون للإنسان الرغبة في التغيير فالرب هاب الحياة يعطي الحياة كما أعطى الشفاء للأبرص جسدياً ونفسياً.
كما أن الله لديه طرق عجيبة لخلاصنا تختلف عن طرقنا "لا أفكاري أفكاركم ولا طرقي طرقكم كما علت السماوات عن الأرض علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم "
فيجب عدم تحديد الله بحلول نضعها نحن البشر بل أن نطلب الخلاص باسم يسوع " إن طلبتم شيئاً باسمي فأني أفعله " باسمه يعني مطابق لشخصيته وإرادته فالله لا يتخذ شيء ضد طبيعته ولا يلبي طلباتنا الأنانية لكن أن طلبنا إرادته فستكون طلباتنا متفقة مع ما يريده ومع مشيئته وهو سيلبيها لنا. قد يؤخر الله استجابته لطلباتنا لكن هذا التأخير له دائماً أسبابه القوية فيجب أن لا نخلط بين التأخير والتجاهل لأن الرب يستخدم هذا الوقت لتنمو فيه شخصيتنا وإيماننا ورجاءنا.
كذلك فان الله في إعطاءه الشفاء لنا يشفي كل جوانب حياتنا روحاً ونفساً وجسداً. فبعد أن كان الأبرص مرفوضاً انطوائي أرسله يسوع إلى الكاهن ليعلن عن شفاءه وليعيد له قيمته الحقيقية أمام الناس كما هي أمام الله ليواصل حياته في الأنشطة الدينية والاجتماعية وفي الهيكل بعد أن حُرم منها نتيجة المرض حيث كانت الشريعة تقضي بأن يفحص الكاهن الأبرص ليتأكد من شفائه فيسوع طلب من الأبرص الذهاب للكاهن لإثبات شفاءه ليستطيع أن يعود إلى المجتمع ويقدم ذبيحة شكر في الهيكل، فيسوع ألتزم بهذه الشرائع كي يؤكد بأنه " ما جاء ليلغي الشريعة بل ليكمل "
دور الإنسان للإنسان:- ما هو دورنا عندما نلتقي بإنسان خاطئ ؟ هل نتصف بصفات يسوع ونمد له يد المساعدة بمحبة ؟ أم نشعر بالنفور لأنه خاطئ ؟
أن دور الإنسان هو أن ينظر بنفس نظرة الله الخاطئ. فالله يحب الخاطئ لكن يكره الخطيئة.
دور الإنسان تجاه أخيه هو توجيه نظره إلى الله ليعرفه بحب الله ورحمته وخلاصه. فأن قبِلَ الدعوة سيتغير ويصل إلى الاهتداء ويسير بحياة جديدة مع الله.