معجزة الصيد الوفير - دعوة التلاميذ الأولين |
في نص معجزة الصيد الوفير لا يركز كثيراً على المعجزة مثلما يركز الإنجيلي لوقا على دعوة الإنسان لاختبار كلمة الله وعيشها في حياته . وأيضاً يظهر الرب يسوع الكلمة الفعالة التي سوف تظهر قدرته وسلطانه في خلق الإنسان ودعوته للخلاص قبل أن يُظهر سلطان هذه الكلمة على البر والبحر ، وهذا ما اكتشفه بطرس والتلاميذ الآخرين .
فلم يكن الصيد الوفير إلا علامة على قدرة كلمة الله وسلطان الكلمة (يسوع ) وتأثيرها على حياة الإنسان حتى في أبسط جوانب الحياة والتي هي العمل اليومي والروتيني مثل صيد السمك .
أما طريقة يسوع في دعوة الإنسان (التلاميذ) سنرى أنها عجيبة أيضاً لأنها تقوم على توجيه نداء (كلمة) للأخر وهذا النداء هو الذي يعمل فيه ويظهر مدى استعدادهُ لقبولها أو رفضها .
فنرى يسوع يتعامل مع بطرس بكل هدوء وحب ويبدأ أولاً باختبار مدى طاعته واستعداده للاستجابة لهذه الدعوة ،لذا يبدأ بتحضير بطرس وباختباره بطلب عادي ومن خلال حياته وعمله اليومي لا بل الروتيني المتعب وهو الصيد . وهنا يترك لبطرس ورفاقه الحرية التامة في تلبية دعوته مبتدئين بالابتعاد بالقارب عن اليابسةِ(البَرِ) قليلاً ومن ثم ثانياً يطلب من سمعان بطرس أمراً أكثر صعوبة واكثر أهمية في حياتهِ وهو أن يذهب إلى العمق . ولم يكن العمق حيث الغمر والوفرة في السمك فقط بل كان العمق : عمق نفسهِ (ذاته) وضحالتها وخطاياه وهذا العمق اكتشفهُ أمام عمق المسيح وقداسته وقدرته على تغير مجرى الحياة . فأطاع كلمة الرب يسوع وعلى هذه الكلمة كان اكتشاف العمق هذا (عمق الذات وعمق الكلمة الفاعلة المثمرة روحياً ) .
وبناءً على هذا الاكتشاف ثالثاً : نرى بطرس يعترف بأنه خاطئ بعد أن ذهب إلى العمق معتمداً على كلمة المسيح في السير نحو هذا العمق في معرفة ذاته لذلك نراه ونسمعه يصرخ "أبتعد عني يا سيد ! أنا رجل خاطئ " (5: 8) وبعدها تبدأ مرحلة جديدة في حياة بطرس ورفاقه ،وهي
رابعاً: تغير مسار حياته وليس فقط مسار سفينته أو مهنته ِ فمذ الآن سيصبح صياداً للبشر بدلاً من صياد السمك . فالرب يسوع أعطى مساراً جديداً لحياة بطرس ، أعطاه القوة والشجاعة لاتباعه وإعلان كلمتهِ " لا تخف ! ستكون بعد اليوم صياد بشر" (5 :10 )
وأخيراً نرى بطرس والتلاميذ بلا جدال أو شروطٍ يتركون كل شيء ويتبعون يسوع (5 : 10 ) ليبدءوا بحياة جديدة ، حياة التلميذ المصغي والمطيع للكلمة والملتزم تجاه المعلم بالخدمة.
إذا أن كنت اليوم مثل بطرس والتلاميذ مدعوا لأتباع الرب يسوع كتلميذ له عليك :