٤. بعض الإشارات إلى أسلوب يسوع في الخدمة |
وقد كان يتراف ويحزن على آلام الآخرين "أُشفقُ على هذا الجمع فهم من ثلاثة أيام معي، ولا طعام لهم.." (مرقس 8/2).
- "اشفق عليه يسوع ومد يده ولمسهُ وقال لهُ: أريد فأطهر" (مرقس 1/41).
- "فلما نزل يسوع من القارب رأى جمعًا كبيرًا فأشفق عليهم، لأنهم كانوا مثل غنم لا راعي لها، وأخذ يعلمهم…" (مرقس 6/34).
كان اهتمامهُ هو أن يرفع الحزن والالم ويسد احتياجات الناس.
إذ أن يسوع قبِلَ بهؤلاء ولم يضع عليهم القيود إو الدينونة أو العداوة.
وقد اشترك في حياة الناس الذين كان يعتبرهم المجتمع أكبر الخطاة وأيضًا سد احتياج الناس روحيًا، نفسيًا، جسديًا واجتماعيًا.
فقد تجاوب مع الرجل في بركة زاتا (يوحنا 5) وقال لهُ: "أتريد أن تُشفى؟"… "قم واحمل فراشك وامش".
وفي حادثة أخرى، سأل رجل أعمى "ماذا تريد أن أفعل لك؟".
هذا شيء غير ممكن عند الناس لا عند الله، فعند الله كل شيء ممكن" (مرقس 10/27)
و"سلامًا أترك لكم، وسلامي أعطيكم… لا تضطرب قلوبكم…" (يو 14/27).
كذلك ساعد يسوع على اعادة ترتيب (تطوير) طريقة التفكير السائدة كما في (متى 19/4-9) عندما علَّم عن الزواج والطلاق.
فقد كان يعلّم تعليمًا مباشرًا، وأيضًا علَّم من خلال طرح الأسئلة كما في شفاء رجل تورم جلدهُ بالاستسقاء
"فقال يسوع لعلماء الشريعة والفريسيين: أيحلُ الشفاء في السبت أم لا؟" (لوقا 14/2-6) وكذلك (لوقا 6/39).
ونلمس هذا بوضوح في الموعظة على الجبل: "فمن سمع كلامي هذا وعمل به يكون مثل رجل عاقل بنى بيته على الصخر...
وتعجبت الجموع من تعليمه، لأنهُ كان يعلمهم مثل من لهُ سلطان، لا مثلَ معلمي الشريعة" (متى 7/24-29).
وقام وانتهر الرياح والبحر، فحدث هدوءٌ تام" (متى 8/26).
ففي بعض الأحيان كان يتكلم مباشرة وببعض القساوة، وفي مرات أخرى يتكلم بلطف.
وفي بعض الأحيان عبر عن مشاعره من خلال تعابير وجهه:
"فأجال يسوع نظرهُ فيهم وهو غاضب حزين لقساوة قلوبهم، وقال للرجل: مُدَّ يدك! فمدَّها فعادت صحيحة كالأخرى" (مرقس 3/5).
"كل من يجيء إليّ ويسمع كلامي ويعمل به أشبهه لكم برجل بنى بيتًا …" (لوقا 6/47-49).
"أما أنتم، فشعر رؤوسكم نفسهُ معدود كلهُ. لا تخافوا، أنتم أفضل من عصافير كثيرة" (متى 10/30-31).
فيوحنا كان هو التلميذ الذي أحبهُ يسوع وربما من أقرب اصدقائه، لكن بطرس ويعقوب ويوحنا مع بعض كانوا يمثلون الحلقة الداخلية الصغرى
والتي كان ليسوع معها علاقة خاصة.
أما التلاميذ الآخرون فكانوا مرافقين ليسوع، مجموعة من اثني عشر تلميذًا أختارهم يسوع ليتمموا العمل من بعدهِ.
كذلك درب يسوع مجموعة أخرى من تلاميذه عددها سبعون تلميذًا (لوقا 10) ليقوموا بمهمة التبشير والشفاء في مدن مختلفة.
أما بعد القيامة فلقد ظهر يسوع لأكثر من خمسمائة شخص.
إن رسالة الرب يسوع عندما جاء إلى أرضنا هي أن يكشف لنا وجه الآب، وبذلك يمنحنا الحياة الأفضل
"لا يجيء السارق إلا ليسرق ويقتل ويهدم، أما أنا فجئــتُ لتكون لهم الحياة، بل ملءُ الحياة" (يو10/10).