نظرة تعريفية :
الحرية تعني " عدم التقيُّد ".
نلاحظ إن عامة الناس تبحث عن الحرية ، فحتى في نطاق العائلة الواحدة يسعى الأفراد لكي تكون لهم الحرية الخاصة بهم. فالطفل يريد أن يتحرر من سيطرة والدته وأن يتحكم بتصرفاته. والمراهِقة تسعى كي يكون لها عالمها الخاص لتتحرر بفكرها من توجيهات الأهل ولو لبعض الوقت.
والأم التي ترغب أن يكون لها وقتها الخاص في البيت لتتحرر من الطلبات البيتية المستمرة للعائلة. أو الأب الذي يريد أن يتحرر ولو لبعض الوقت أيضاً من مسؤوليات ومتطلبات العائلة.
وهناك أيضاً حرية الرأي ، الحرية الدينية ، الحرية السياسية ، الحرية العاطفية والاجتماعية. والتي يمكن أن نحسد البلدان الأوربية على أمتلاك هكذا حريات.
أما نحن " تلاميذ يسوع " فحريتنا هي :
-
حرية أولاد الله ، وليس عبيد
-
أتباع الرب في الحياة وبلا قيود
-
علامة لسكنى الروح القدس " حيث روح الرب هناك حرية "
-
هي حرية داخلية من سلطة:
-
الشريعة والتقليد ، كما في خلاف بولس مع بطرس بسبب تقييد بطرس بالأكل مع غير اليهود.
-
الخطيئة ، مثل كسيح بيت حسدا / المرأة المنحنية الظهر.
-
الذنب ، مثل توبة بطرس.
-
الزنـا ، مثل المجدلية.
-
المال ، مثل زكا العشار.
-
الأحزان ، مثل مريم ومرثا في موت لعازر / المجدلية بعد موت يسوع.
-
الخوف من الموت ، مثل شهداء المسيحية ومنهم الرسل.
-
متطلبات الحياة والأنشغالات ، مثل مرثا.
-
الطرق الدفاعية (الأقنعة) ، بسبب مشاكلنا النفسية ، مثل السامرية / الشاب الغني.
-
اضطراب الذهن ، مجنون كورة الجدريين.
-
الحرية المسيحية تشمل كل الإنسان:
-
الروح : حرية لمن نسجد.
-
الذهن : حرية من عبودية الرياء والمجاملات والأفكار المعوجة والأسر بالأفكار الجنسية أو الشريرة.
-
المشاعر : حرية من عبودية المشاعر الجريحة كالخوف والحزن والكراهية وإقلال القيمة وغيرها.
-
الإرادة : حرية من عبودية الذات واللامبالاة والرغبات الخاطئة.
-
الجسد : حرية من عبودية الشهوات والاضمحلال والموت.
دور الله ومسؤوليـة الإنسان في الحريـة المسيحية :
-
كلام الرب يسوع في يوحنا 31:8-32
" فقال يسوع للذين آمنوا به من اليهود : إذا ثبتم في كلامي ، صرتم في الحقيقة تلاميذي: تعرفون الحق والحق يحرركم".
وكذلك في عدد 34 ، 36 :
" من يخطأ كان عبداً للخطيئة....فإذا حرركم الابن ، صرتم بالحقيقة أحراراً "
-
من رسالة بولس الرسول أهل غلاطية 1:5
" فالمسيح حررنا لنكون أحراراً فأثبتوا إذاً ولا تعودوا إلى نير العبودية "
من كلام الرب أعلاه ، نرى بأن الله فتح لنا باب الحرية بواسطة المسيح ، إذ إنه كشف لنا ذاته ، وأيضاً دعانا لنكون أولاده من خلال المسيح. أما مسؤوليتنا نحن فهي الثبات في هذه العطية المجانية ومعرفة الحق المحرر (بشأن الله والنفس والحياة) ورفض العبودية.
الطريـق إلـى الحرية المسيحية :
" ما أتعسني أنا الإنسان : فمن ينجيني من جسد الموت هذا ؟ الحمدُ لله بربَنا يسوع المسيح " رومية 24:7-25
إن الطريق إلى الحرية المسيحية هو طريق الاهتداء الذي هو :
-
توبة كلية عن نوع (اتجاه) الحياة الماضية.
-
تجاوز التقليد / الإيمان المتوارث.
-
ترك القديم وزرع بذرة جديدة إلهية بالأعماق.
-
اختبار قيامة للإنسان الخاطيء ، قيامة للإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد والذي يتجدد بحسب صورة خالقه.
-
مصالحة مع الله والنفس والآخر.
-
اهتداء الإنسان بكامله روحاً ونفساً وجسداً.
وهذا من خلال اكتشاف محبة المسيح المحررة ، المحبة التي تغفر الخطايا وتشفي آثارها.
مثال على ذلك :
-
محبة المسيح التي حررت الزانية من سلطة الخطيئة وأعطتها الحياة الجديدة ،
-
ومحبته التي حررت لاوي (متى التلميذ) من سلطة المال إلى إتباع يسوع.
-
ومحبته التي حررت شاول (بولس الرسول) من سلطة شريعة الخطيئة والموت ونقلته إلى شريعة الروح (رومية 2:8).
إن الاهتداء هو طريق للحياة (طريق الحرية المسيحية) ، فلذلك ، فبعد أن ندخل في حياة الاهتداء بالتوبة. فإننا نحتاج أن نسلك أيضاً فيه. وإن السلوك (السير) في طريق الاهتداء سيقود إلى حرية أعظم من خلال شفاء أعمق لدواخلنا المقيدة ، بما فيها مشاعرنا الجريحة وأفكارنا المأسورة وإرادتنا المستعبدة. إن الله له دور والإنسان له مسؤولية في هذا كما ذكرنا في الفقرة السابقة. وفي السنين القادمة سنأخذ هذا الأمر في صورة أكثر تفصيلاً.
خاتمـة برنامج المراهقـة
" صلاة عن الحريــة المسـيحية "
-
" كل شيء يحلُ لـي ، ولكن ما كل شيُ ينفع "
-
" كل شيء يحل لـي ، ولكن لا أرضى بأن يستعبدني أي شيء "
-
" ألا تعرفون إن أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم هبة من الله ؟ فما أنتم لأنفسكم بل لله. هو اشتراكم ودفع الثمن فمجدوا الله إذاً في أجسادكم "
-
" ونحن نعلم إن الإنسان القديـم فينا قد صلب مع المسيح حتى يزول سلطان الخطيئة في جسدنا فلا نبقى عبيداً للخطيئة لأن الذي مات تحرر من الخطيئة "
-
" أيها الأخوة ، إن الزمان يقصر. فليكن الذين لهم نساء كأن لا نساء لهم ، والذين يبكون كأنهم لا يبكون ، والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون ، والذين يشترون كأنهم لا يملكون ، والذين يتعاطون أمور هذا العالم كأنهم لا يتعاطون ، لأن صورة هذا العالم في زوال "
-
" أريد أن تكونوا من دون هم "
-
" فالمسيح حررنا لنكون أحراراً. فأثبتوا إذاً ، ولا تعودوا إلى نير العبوديـة "
-
" الرب هو الروح ، وحيث يكون روح الرب ، تكون الحرية "
-
" إذا ثبتم في كلامي ، صرتم في الحقيقة تلاميذي : تعرفون الحق والحق يحرركم "
-
" فإذا حرركم الأبن ، صرتم بالحقيقة أحراراً ".
أحرار إلى حد أن نختار أن نبذل ذواتنا كما بذل يسوع وبولس :
-
" والآب يحبني لأني أضحي بحياتي حتى استردها. ما من أحد ينتزع حياتي مني ، بل أنا أضحي بها راضياً. فلي القدرة أن أضحي بها ولي القدرة أن استردها. هذه الوصية تلقيتها من أبـي"
-
" أنا رجل حر عند الناس ، ولكني جعلت من نفسي عبداً لجميع الناس حتى أربح أكثرهم...فصرت لأهل الشريعة من أهل الشريعة وإن كنت لا أخضع للشريعة....لأربح أهل الشريعة ، وصرت للضعفاء ضعيفاً لأربح الضعفاء ، وصرت للناس كلهم كل شيء لأخلص بعضهم بكل وسيلة. أعمل هذا كله في سبيل البشارة لأشارك في خيراتها ".
" فاذا حرركم الابن ، صرتم بالحقيقة احراراً "
آمين