٢. مؤثرات تكون شخصية الطفل |
التناقــل: مهما تكن الظروف التي نشأنا بها (جيدة أم سيئة) فإننا لابد وأن نظهر لمحات من عوائلنا وبعض من نقاط القوة أو الضعف وإن العامل المتغير الوحيد هو نسبة التأثُر. إن من الأمور السلبية المتناقلة : الغضب، الخوف، القلق، ...
التربية التي نشأ فيها الطفل / نوع البيئة: هناك بيئة إيجابية تسود فيها المحبة والقبول وهذه تبني عند الطفل الثقة بالنفس والإحساس بالأمان،وبيئة سلبية ينشأ فيها الطفل في بيت يسوده جو من الصرامة أو التسيب أو الجهل ، وهذا كله يؤدي إلى النقص في المحبة ، وهذا يكون نواة لمشاكل نفسية مختلفة عند الطفل مثل الذنب والخوف وفقدان الأمان والغيرة. كذلك إن نوع التربية (البيئة) يؤثر على نوع العادات والطبائع المكتسبة لدى الطفل من خلال التعايش اليومي.
عدم الاستقرار في البيت / علاقة الوالدين: إذ أن الوفاق بين الوالدين يبني الثقة بالنفس والشعور بالأمان لدى الطفل، أما الخصام فيصيب الطفل بالقلق وفقدان الأمان والخوف والرفض.
التنشئة الروحية: يؤكد الكتاب المقدس على ضرورة تنشئة الأطفال تنشئة روحية صحيحة لكي يضعوا ثقتهم بالرب بدلاً من التمرد عليه. التنشئة لا تعني ألتزمت الديني اللاواعي (من قبل الوالدين) لأن هذا يعطي للطفل صورة خاطئه عن الله وكأنه الشرطي المراقب.
التجارب الصعبة والأليمة: التي يتعرض لها الطفل في سنواته المبكرة مثل الحوادث (حريق بيت، حادث سيارة، موت المقربين، الإصابة بمرض خطير، الرفض المستمر من قبل العائلة، حوادث التحرش ). هذه الأمور تؤدي إلى أن يُصاب الطفل بالخوف وفقدان الأمان والمرارة والتمرد وإقلال قيمة بالذات.
الحرمــان: هنالك احتياجات غير ملباة مثل الحاجة إلى الشعور بالأمان والقبول والتشجيع وكذلك الحاجة إلى الانضباط وهناك احتياجات خاصة لأطفال موهوبين أو للمعاقين. إن التلكؤ في تلبية هذه الاحتياجات الأساسية للطفل يضعف من نضوجه الفكري والإنساني ويؤدي إلى نشوء مشاكل في تصرفاته وعلاقاته.
إن الطفل لا يستطيع أن يدافع عن نفسه فهو هش وسريع التأثر والعطب، فالطفل لا يستطيع أن يوازي الشخص البالغ وأيضاً لا يستطيع أن يهرب من المشاكل أو الأحداث التي تواجهه.
لذلك أن نقاط الضعف / الأمور السلبية التي قد تنتج من المؤثرات أعلاه إذا تأصلت في الطفل بسبب:
فإن هذه الأمور السلبية سوف تكون "جذور" لمشاكل نفسية في داخل النفس البشرية (منطقة اللاوعي)، تعيق النمو النفسي والفكري والروحي للطفل تستمر معه إلى الكبر (إذا لم تعالج)، إذ أن جسده ينضج وتفكيره يتطور ولكن تبقى بعض النقاط المعينة في داخله في حالة سبات، أي تبقى على حالة الطفولة.
إن جذور المشاكل النفسية هذه تؤثر على طريقة تفكير الإنسان وتصرفاته وعلاقاته عند الكبر لأنها تكبر معه. ونستطيع أن نلاحظ تصرفات (ردود أفعال) طفولية أو آراء غير ناضجة عند البالغين لأن في كل واحد منا هناك طفل توقف عن النمو.إن هذه التصرفات تظهر على شكل ثورات الغضب المفاجئة، النقد المستمر، الخجل، التكلم بصوت طفولي، الهروب من مواجهة المشاكل وكل مشكلة يواجهها وكأنها نهاية العالم بالنسبة له، التمركز على ألذات، تجنب المسؤوليات، الالتجاء إلى شخص آخر للشعور بالأمان، استعطاف الآخرين والشفقة على الذات وأمور أخرى كثيرة.