النص

قال السيد المسيح لإثنين من تلاميذه «اذهبا إلى القرية التي أمامكما، وحين تدخلانها تجدان جحشًا مربوطًا لم يجلس عليه أحد من الناس قط. فحلاه وأتيا به. وإن سألكما أحد: لماذا تحلانه؟ فقولا له هكذا: إن الرب محتاج إليه»... التوضيح في التعليقات

التعليق

اخوتنا الأحباء، الله لا يحتاج إلى شيء، لأنه خالق كل الأشياء. ولا يحتاج إلى مساعدة أحد، لأنه خلق كل الكون بمفرده، وخلق هذا الإنسان نفسه... لكن الله ايضًا يحتاجني ويحتاجك... فالسؤال هو: ما هي نوع هذه الحاجة؟ لكي نفهم كيف يحتاجني الله، علينا ان نسأل السؤال: لماذا خلقني الله اساسًا. وجواب هذا السؤال في المسيحية هو: الله خلق الإنسان لكي تكون له علاقة معه. فنعم، الله لا يحتاجني من اجل ان اعطيه شيء او عمل معين، لكن هو يحتاجني لأنه يريد ان يكون في شركة (علاقة) معي، حيث يقول الكتاب ان الله كان يتجول في الجنة مع آدم... وايضًا يقول الله في الكتاب "لذاتي مع بني آدم". فلكي تأسس اي شراكة، فانت تحتاج إلى عنصرين، لا يهم مدى غنى وقوة احدهما، وضعف وصغر الآخر، المهم ان يكون هناك طرفان، وطرفان راغبان بالإشتراك مع بعضهما البعض، لكي يتم تأسيس هذه الشراكة. فنحن نحتاج الله من منطلق الحياة، لأن الكتاب يقول اننا به نحيا ونتحرك ونوجد؛ والله يحتاجنا من منطلق الشراكة، لأنه يقول "لذاتي مع بني آدم". لكن كما ذكرنا، لن تتم هذه الشراكة إلا بموافقة الطرفين، والله لا يمكن ان يكون شريكًا مع الخطيئة. فهل انت راغب بالتخلي عن شرورك والتوبة عن حياتك الخاصة، والخضوع لشروط ونعمة شركته بالروح القدس؟ ام ان شراكتك مع العالم هي في الواقع الأثمن، لأنها بالنسبة لك الأضمن والواقعية اكثر؟... "قولا له هكذا: إن الرب محتاج إليه"... إذا كان الرب قد احتاج إلى جحش من اجل عمل بسيط، فكيف لا يحتاجك انت من أجل عمل عظيم؟! ويمكنكم ايجاد هذه الحادثة في الإنجيل المقدس في لوقا ١٩ : ٢٨ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/14/LUK.19

او الإستماع للنص عن طريق الرابط التالي:

http://laii.org/?go=ar_audio_gospel