Life Agape Logo
header_image

المنظار الى الله

المنظار الى الله

المنظار الى الله

النص

جاء في الإنجيل المقدس: فأرسل (يسوع) رسلًا يتقدمونه، فذهبوا ودخلوا قرية سامرية ليهيئوا له منزلًا. فرفض أهلها أن يقبلوه لأنه كان متوجها إلى أورشليم. فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: «يا سيد، أتريد أن نأمر النار فتنزل من السماء وتأكلهم؟» فالتفت يسوع وانتهرهما، فساروا إلى قرية أخرى... التوضيح في التعليقات


التعليق

احبتنا، الله كلي القوة والغنى والعز والقدرة والمحبة والرحمة والعدل والأمانة والحق... ولكن، مهما كانت صفات الله، فنحن لا نستشعرها او نختبرها بصورتها الكاملة الحقيقية، لأنه عادة ما يكون هناك "منظار" ننظر إلى الله من خلاله، وهذا المنظار يؤثر على "صورة الله" في مخيلتنا، وبالتالي في حياتنا. الألم هو احد هذه "المناظير" التي نرى الله من خلالها. فإن كنت قد مررت بتجربة مؤلمة في حياتك، خصوصًا تجارب الفقدان، فقد لا ترى الله إلا من خلال هذا المنظار، فلا تعد تستمع او تمتص او تتقبل شخصه وصفاته، لأن منها قد تشوهت نتيجة منظارك. فمنظارك الذي لوَّثَتهُ الخطيئة لم يعد ينقل اليك صورة الله الحقيقية، بل انت الآن تحاول تشكيل مفهوم الله بحيث يتناسق مع منظارك. وهذا امر حقيقي قد نبقى اسراه لسنين. كيف ان الله قوي وقادر ولم يتدخل؟ كيف ان الله حكيم ورضي بهذا الفعل؟ كيف انه محبة ورحمه وسمح ان يحدث هذا الشر؟... كيف؟... المنظار الذي نرى فيه الله يغير كل فكرنا ومشاعرنا وبالتالي طريقة حياتنا. فضروري جدًا ان نزيل هذه "الفلاتر" التي ننظر الى الله من خلالها، وننظر اليه بموضوعية لنعرف حقًا من هو وكيف هو. لكن كيف يتم ذلك؟... فنحن لا يمكننا أن نرى الله، لأنه غير منظور. فكيف نراه؟... الإجابة هي: نحن نرى الله بصورة موضوعية حقيقية بدون تشويه ونكتشف قلبه وفكره ومشيئته من خلال السيد المسيح. السيد المسيح قال "لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا". فقط من خلال السيد المسيح يمكنك فهم والتعرف دون تشويه الخطيئة على الله. المسيح هو صورة الله غير المنظور بحق. صورة لم تشوهها الخطيئة، ليس خطّاءً توّابًا كباقي البشر - بل هو بلا خطيئة. لذلك افحص المنظار الذي تنظر الى الله به: هل هو منظار الألم؟ ام القساوة؟ ام العبودية؟ ام الأبوة السيئة؟ ام الشكوى؟ ام الاهانة؟ ام الاستغلال؟... لا تهم الكلمات التي حفظتها وترددها عن صفات الله، لا تستطيع ان تفعل لك شيء هذه الكلمات، ستكون كمن يضع القناع المبتسم فوق وجهه المتجهم... استبدل منظارك الحالي بالمنظار غير المشوه الذي هو المسيح، لا يصح النظر الى الله الا بمنظار يسوع، والا ستراه بصورة مشوهة. وفي الحقيقة ان اي منظار غير المسيح سينقل لك صورة مشوهة عن الله، سواء من ناحية العدل (الحزم) او من ناحية الرحمة (الحنان). المسيح هو الوحيد الذي سيجمع العدل والرحمة معًا، والتي هي صفات الله.

ويمكنكم ايجاد هذه الحادثة في الإنجيل المقدس في لوقا ٩ : ٥١ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.9

او الإستماع للنص عن طريق الرابط التالي:

http://laii.org/?go=ar_audio_gospel