Life Agape Logo
header_image

الخطيئة والعصيان

الخطيئة والعصيان

الخطيئة والعصيان

النص

جاء في الإنجيل المقدس: وقال يسوع: «ما رأيكم؟ كان لرجل ابنان. فجاء إلى الأول وقال له: يا ابني، اذهب اليوم واعمل في كرمي. فأجابه: لا أريد. ولكنه ندم بعد حين وذهب إلى الكرم. وجاء إلى الابن الآخر وطلب منه ما طلبه من الأول، فأجابه: أنا ذاهب، يا سيدي! ولكنه ما ذهب. فأيهما عمل إرادة أبيه؟» قالوا: «الأول»... التوضيح في التعليقات


التعليق

احبتنا، ان كلمة العصيان لها مفهوم اوسع في عالمنا الملموس من كلمة خطيئة. فمن خلال شريعة الله، تعرف الإنسان على ما هي الخطايا. اما العصيان فهو حالة عامة موضوعية لا علاقة لها بالخير والشر. قد يطلب منك والدك أمر معين (اذهب وابتع بعض الخبز للبيت)، هذه وصية عمل، لا يدخل فيها الصلاح والخطيئة. فإن عصيتها، لن تعتبر قاتل او زاني او سارق او اي من هذه الخطايا. ولكن، عندما تحدث هذه هي في علاقتك مع الله، فهي مدخل للخطيئة. "بعصيان آدم دخلت الخطيئة إلى العالم، وبالخطيئة دخل الموت". لو لاحظت أمر الله لآدم وحواء، لم يكن فعل خير معين، مجرد وصية عمل "لا تأكل من الشجرة الفلانية". ولكن، بعصيان هذه الوصية، دخلت الخطيئة إلى العالم، وهي تدخل الى حياتنا كل يوم بسبب العصيان. قد تشعر في داخلك ان الله يريد منك شيء معين (اتصل بفلان واسأل عنه، وارجع علاقتك به... او، اليوم تحتاج ان تنجز الأمر الفلاني... او، انت مكانك هو في هذا البلد... الخ)، لكن هذا الشيء ليس على مزاجك، فتبدأ بتخطيط الأمور بنفسك وتنفيذها، وهذا بالتالي، لا بد ان يقودك إلى واحدة من الخطايا التي تعرفها. احبتنا، الخطيئة هي جزء من الإنسان نفسه، لذلك فلو سار بحسب ارادته هو، فلا بد ان يسقط بها في النهاية، فهو يسير بها اساسًا عندما سار بحسب مشيئته. فالخطيئة هي ليست شيء بإمكانك انت ان تتغلب عليه. فطاعة الله هي التي تحميك من ان تصل اساسًا إلى هذه المرحلة. فإن وصلت اليها، فانت لا تقوى عليها. لأنها جزء منك. لذلك احبتنا، فان طاعة الله، هي التي تجعلك تسير فوق الخطيئة. تعلم كيف تعطي المجال لصوت الله (صوت الروح القدس) في حياتك. ثم تعلم كيف تطعه بالرغم مما ترغب به انت. فقبل الطاعة، هناك السماع، فانت تحتاج ان تعرف ما هو مطلوب منك لكي تطيع. لذلك تعتبر الصلاة امر اساسي في حياة الإنسان، فهي الجسر الذي من خلاله يعبر الله إلى حياتك ويكلمك بما يريده منك. والكلام الذي يقوله الله لك في الصلاة مهم اكثر من الكلام الذي تقوله انت له، لأن الله يعلم ما هو احتياجك. لكنك انت من بحاجة لكي تعرف ما يريده هو منك. فالبداية تكون بطاعة الوصايا العامة، والتوبة عن الحياة الماضية، ثم بعد ذلك يأتي الحوار مع الله (الصلاة) ليرشدك إلى ما يريده الله منك، فانت الآن في مرحلة الإستماع، وثم بعد الإستماع تأتي الطاعة. وهذا الموضوع لا يتعلق بدين او شريعة او دستور، هذا الموضوع هو موضوع علاقاتي بحت بينك وبين الخالق. الخطيئة تحدث بصورة تلقائية كنتيجة مباشرة عندما نخرج عن الطاعة ونعصي الله. نعم، لن تعصيه بخطيئة، بل بعمل، وهذا العصيان سيدخل الخطيئة الى حياتك.

ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في متى ٢١ : ٢٨ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MAT.21

او الإستماع للنص عن طريق الرابط التالي:

http://laii.org/?go=ar_audio_gospel