Life Agape Logo
header_image

لا تأخذ مكافأتك الآن

لا تأخذ مكافأتك الآن

لا تأخذ مكافأتك الآن

النص

قال السيد المسيح «إذا أقمت وليمة غداء أو عشاء، فلا تدعُ إليها أصدقاءك ولا إخوانك ولا أقرباءك ولا جيرانك الأغنياء، لئلا يبادلوك الدعوة، فتنال المكافأة على عملك. بل إذا أقمت وليمة، فادع الفقراء والمشوهين والعرج والعميان. وهنيئا لك إذا فعلت لأنهم لا يقدرون أن يكافئوك، فتكافأ في قيامة الأبرار.»


التعليق

احبتنا، نبهنا السيد المسيح في الكثير من كلامه الا نعمل الصلاح من اجل ان ننال مكافأة. وهو اليوم يفتح عيوننا على درجة ابعد من ذلك ايضًا، فهو يقول "تجنب أن تنال المكافأة على اعمالك!"، وهو لم يقل ذلك على عمل رحمة انساني، بل قاله حتى على علاقات القرابة والصداقة. وهذا امر غريب جدًا وغير منطقي في مفهومنا؛ فكل حياتنا الإجتماعية تعتمد على "هم زارونا المرة التي فاتت فيجب علينا الآن ان نرد لهم الزيارة"، او "هم عزمونا الى المكان الفلاني آخر مرة فيجب ان نرد هذه العزومة لهم"، او "هم جلبوا لنا الهدية الفلانية بثمن كذا في المناسبة الفلانية، فيجب ان نرد لهم شيء من نفس المستوى في مناسبة أخرى"، او "هو حضر الى مناسبتي الفلانية فيجب ان احضر مناسبته نفسها ايضًا"...الخ فالسيد المسيح هنا يكسر هذه كلها ويقول: لا تصنع الخير مع شخص قادر على ان يرده لك، بل مع الذي لا يقدر: مع مريض، مع مسجون، مع فقير...الخ لأنك بذلك "تعمل خير وترمي في الملكوت"... ونقف هنا مصدومين نفكر كيف ان علاقاتنا البشرية بين بعضنا البعض كلها كانت مبنية على مبدأ الأخذ والرد (الحسنات والسيئات) وكلها في النهاية تلغي وتصفر وتكنسل بعضها بعض، ولا يوجد سوى القليل الذي يكون له تأثير في الملكوت!... هذه هي المسيحية احبتنا، هي ليست عملية عيش حياة راقية بتبادلات اخلاقية لطيفة؛ بل هي نبذ الدنيا من اجل الآخرة. يا رب ساعدنا لنعيش كلامك!

يمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١٤ : ١٢ - ١٤ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.14