Life Agape Logo
header_image

قوة وقت الضعف

قوة وقت الضعف

قوة وقت الضعف

النص

جاء في الإنجيل المقدس: فلما نزل يسوع من القارب رأى جمعًا كبيرًا، فأشفق عليهم، لأنهم كانوا مثل غنم لا راعي لها، وأخذ يعلمهم أشياء كثيرة. وفات الوقت، فدنا منه تلاميذه وقالوا له: «فات الوقت، وهذا مكان مقفر، فقل للناس أن ينصرفوا إلى المزارع والقرى المجاورة ليشتروا لهم ما يأكلون». فأجابهم يسوع: «أعطوهم أنتم ما يأكلون». فقالوا: «أتريدنا أن نذهب ونشتري خبزا بمئتي دينار ونعطيهم ليأكلوا؟» فقال يسوع: «كم رغيفا عندكم؟ اذهبوا وانظروا». فلما عرفوا ما عندهم، قالوا له: «خمسة أرغفة وسمكتان». فأمرهم أن يقعدوا الناس جماعة جماعة على العشب الأخضر. فقعدوا صفوفًا صفوفًا، في بعضها مئة وفي بعضها خمسون. وأخذ يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه نحو السماء وبارك وكسر الأرغفة وناول تلاميذه ليوزعوها على الناس، وقسم السمكتين عليهم جميعًا. فأكلوا كلهم حتى شبعوا. ثم رفعوا اثنتي عشرة قفة مملوءة من الكسر وفضلات السمكتين. وكان الذين أكلوا من الأرغفة نحو خمسة آلاف رجل... التوضيح في التعليقات


التعليق

اخوتنا الأحباء، الإنسان محدود في كل شيء: في الوقت، الجهد، في المال، في التفكير والقدرات، في الحكمة...الخ اما الله فهو غير محدود في شيء (هو ليس محدود ولكن بكمية اعظم من الإنسان، ولكنه غير محدود مطلقًا). نرى هنا أن المشروع الذي كلف به السيد المسيح تلاميذه كان أعظم بكثير من قدراتهم. فهم اثني عشر تلميذ، او ربما اكثر، لكن الجمع كان يفوقهم بمئات المرات. فلا كانت لديهم كمية طعام كافية للجموع، ولا كانت لديهم اموال كافية لشراء طعام لآلاف الناس. لكن احبتنا، إن كنا نسير ضمن مشيئة الله كما كان التلاميذ يسيرون بها بمجرد مرافقتهم للسيد المسيح، فيمكننا ان نبدل وجهة نظرنا عن الأمور بصورة كلية. فبصيص شعاء من شيء لا محدود يكون أعظم من اكبر كمية من المحدودية. فنرى كيف يستخدم السيد المسيح سمكتان وولا درهم ليُشبع اكثر من خمسة آلاف شخص. فما فعله التلاميذ لم يكن ممكن على اي جماعة اخرى، لأنهم ما كانو يعملون بقدراتهم، ولكن الله كان معهم، فما عادوا محدودين. لكن قبل كل شيء كان عليهم ان يتركوا كل شيء ويتبعوا السيد المسيح. وهذه التبعية هي التي جعلتهم يسيرون في مشيئة الله، فتغيرت موازين القوة، كما قال أحدهم "أنت مع الله أغلبية". فنحن لا نزال اليوم نتصادم مع واقعنا، لأننا لم نترك كل شيء ونتبع المسيح، ولكن لأننا نريد أن يترك الله مشيئته ويلبي طلباتنا. فما عاد الله هو سيد حياتنا، بل عامل مساعد، ولهذا نتعثر كثيرًا. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في مرقس ٦ : ٣٤ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MRK.6