النص

قال السيد المسيح «يُشبه ملكوت الله رجلًا يبذر الزرع في حقله. فينام في الليل ويقوم في النهار، والزرع ينبت وينمو، وهو لا يعرف كيف كان ذلك. فالأرض من ذاتها تنبت العشب أولًا، ثم السنبل، ثم القمح الذي يملأ السنبل. حتى إذا نضج القمح، حمل الرجل منجله في الحال، لأن الحصاد جاء»... التوضيح في التعليقات

التعليق

اخوتنا الأحباء، عندما يعطي الله الإنسان مشيئته، فهو لا يقدم له نتائج هذه المشيئة فقط، بل طريقة تحقيقها. ومع اننا نفعل ذلك كثيرًا، إلا انه من الخطأ جدًا التفكير اننا نستطيع تحقيق هذه النتائج بطريقة اخرى، او افضل، غير الطريقة التي وضعها لنا الله. فإذا كان العمل هو بالفعل عمل الله، فهو الذي يعرف افضل طريقة لتحقيقه (وهو يعرف). وعمل الأمور بطريقته يضمن حدوث نتائج مشيئته. والله رائع في عمله، لأن عمل الله لا يحقق نتائج الله فقط، بل يبني الإنسان نفسه ايضًا. فالله لا يستخدمنا كعبيد، بل ينمينا كأحباء، وله عمله في هذه الأرض. ولكننا بسبب عدم رغبتنا بالتغيير، نحاول ايجاد طرق اخرى للعمل. فنحن ننظر إلى النتائج، ونقول "يمكن تحقيق هذه النتائج دون ان اتغيّر، فقط علي ان اقوم بكذا وكذا"، فلا يعود العمل عمل الله، بما اننا فعلنا ذلك، بل عملنا نحن، ونحن من نحصد نتائج هذا العمل وليس الله. فعمل الله يمتاز بجزء مهم، وهو الثقة بالله، مثلما يثق الزارع بأن زرعه ينمو دون أن يعرف كيف يحدث ذلك. ويمكنكم ايجاد هذا المثل في الإنجيل المقدس في مرقس ٤ : ٢٦ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MRK.4