Life Agape Logo
header_image

تبرير الذات

تبرير الذات

تبرير الذات

النص

جاء في الإنجيل المقدس: وقال (يسوع) أيضًا لتلاميذه: «لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض أحدهما ويحب الآخر، وإما أن يوالي أحدهما وينبذ الآخر. فأنتم لا تقدرون أن تخدموا الله والمال». وكان الفريسيون (رجال دين)، وهم ممن يحبون المال، يسمعون هذا كله ويهزأون به. فقال لهم يسوع: «أنتم تبررون أنفسكم عند الناس، لكن الله يعرف ما في قلوبكم. ورفيع القدر عند الناس رجس عند الله».


التعليق

احبتنا، لاحظوا كيف أن معلومات هؤلاء الفريسيين ومعرفتهم الدينية تُستخدم لكي يتوبوا ويتغيروا عن طرقهم، بل استخدمت لتبرير خطاياهم. فهم لم يبقوا على حالهم فقط، بل برروا ما يفعلونه امام الناس، بحيث جعلوا الناس يروهم على أنهم اشخاص مميزين، فريدين، وقريبين إلى الله اكثر من الباقين؛ مع أن حقيقتهم كانت لا تزال أنهم يحبون المال. هذه الحالة احبتنا هي اخطر بكثير من الذي لا يملك المعلومات الدينية، فالسيد المسيح يقول "أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح، فماذا يُملّحه؟ لا يصلح إلا لأن يرمى في الخارج فيدوسه الناس"، فهؤلاء هم الذين كانوا ملحًا للناس (هم الذين عليهم مسؤولية التغيير والتوجيه) وداخلهم كان منقسمًا بين السيدين: محبًا للمال، ومبغضًا لله. وكم هو رائع الله الذي لم ينظر إلى مناصبهم الدينية، بل نظر مباشرة إلى قلوبهم وعرف اين هي محبتهم. وكم عظيمة هذه العبارة "رفيع القدر عند الناس رجس عند الله"، فأي ارتفاع بين الناس هو محتقر عند الله. فهؤلاء ارتفعوا في عيون الناس بسبب معرفتهم ومناصبهم، التي استخدموها لتبرير انفسهم بدلًا من توبتهم وتقديم الشهادة عن التغيير الذي فعله الله في حياتهم. لذلك اوصى السيد المسيح تلاميذه بأن يكونوا خدامًا لبعضهم البعض، لأن هذا هو دور رجل الدين الحقيقي، وهو يأخذ هذا الدور الذي يفترض أن يكون صعب لأنه يحب الله، وبهذا الدور يتقدس ويرفعه الله. فالكل هم خدم في مملكة الله، ولكن البعض هم خدم للخدم، قبلوا بهذه الدعوة وقبلوا ان يتنازلوا عن حقوقهم الطبيعية لكي يتمجد الله من خلالهم. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١٦ : ١٣ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.16