Life Agape Logo
header_image

السعي الشخصي

السعي الشخصي

السعي الشخصي

النص

قال السيد المسيح «ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم. ومات الغني ودفن. ورفع الغني عينيه وهو في الجحيم يقاسي العذاب، فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر (الفقير) بجانبه. فنادى: إرحمني، يا أبي إبراهيم، وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني، لأني أتعذب كثيرًا في هذا اللهيب. فقال له إبراهيم: تذكر، يا ابني، أنك نلت نصيبك من الخيرات في حياتك، ونال لعازر نصيبه من البلايا. وها هو الآن يتعزى هنا، وأنت تتعذب هناك. وفوق كل هذا، فبيننا وبينكم هوة عميقة لا يقدر أحد أن يجتازها من عندنا إليكم ولا من عندكم إلينا. فقال الغني: أرجو منك، إذا، يا أبي إبراهيم، أن ترسل لعازر إلى بيت أبي، لينذر إخوتي الخمسة هناك لئلا يصيروا هم أيضًا إلى مكان العذاب هذا. فقال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء، فليستمعوا إليهم. فأجابه الغني: لا، يا أبي إبراهيم! ولكن إذا قام واحد من الأموات وذهب إليهم يتوبون. فقال له إبراهيم: إن كانوا لا يستمعون إلى موسى والأنبياء، فهم لا يقتنعون ولو قام واحد من الأموات»... التوضيح في التعليقات


التعليق

احبتنا، بدون سعي الإنسان الشخصي لمعرفة الحق، لا يمكن ان يجد الله، ولا يمكن ان يتوب مهما حصلت امامه من معجزات او سمع من كلام. فالكثير منا مخدوعين بكثير من الأمور عن الدين، وبسبب ذلك لا نبحث فيه ولا نسأل ويكون الذي ينقذنا من الهلاك الأبدي هو صدفة اعدها الله لنا، بحيث يكلمنا شخص معين عن الإنجيل او عن محبة الله، وفجأة يعود هذا البحث عن الحق فينا للحياة، فنتوب ونؤمن ونتغيّر، فنخلص. كم من المحزن ان ابراهيم نادى الرجل الغني "يا ابني"، نعم، ابراهيم الذي هو "ابو المؤمنين" نادى لشخص صار مصيره الهلاك "يا ابني"، بمعنى أن هذا الغني كان ابنًا لإبراهيم وكان يعرف الشريعة بل كان مؤمنًا بها؛ لكنه لم يكن يضن أن الأمر حقيقي إلى هذه الدرجة، فلم يجد الدافع ليتوب ولم تتغير حياته، فهلك. فاهم شيء نحن محتاجين له احبتنا هو الرغبة الشخصية في البحث عن الحق، والشجاعة لإتباع الحق. نحن لا نطلب من احد أن يصدق كلامنا، فهذا الكلام هو تصديقنا نحن ونحن فقط ننقله لكم لتروه، ولكن رجاءً رجاءً رجاءً لا تقتلوا شغف البحث عن الحق في حياتكم، لأن هذا اخطر شيء ممكن ان تفعلوه، وإن فعلتموه فحتى لو قام واحد من الأموات وحدثكم بما يجري هناك، فقد تندهشون، ولكنكم لن تؤمنوا ولن تتوبوا، لأن التوبة والإيمان هما قرار شخصي نابع عن اسباب شخصية تؤدي بالإنسان إلى عدم ممانعته لنكران ذاته والثقة بالله الذي لا يراه؛ ولا يمكن ان تعتمد على الآخر. ومن الجهة الأخرى، إن كان البحث عن الحق موجود في داخلكم، فكلام الله وحده كافٍ بأن يقلب موازين حياتكم ويمنحكم الحياة الأبدية إن قرأتموه. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١٦ : ١٩ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.16