Life Agape Logo
header_image

التأديب بالمحبة

التأديب بالمحبة

التأديب بالمحبة

النص

جاء في الإنجيل المقدس: ودخل يسوع أريحا وأخذ يجتازها. وكان فيها رجل غني من كبار جباة الضرائب اسمه زكا، فجاء ليرى من هو يسوع. ولكنه كان قصيرًا، فما تمكن أن يراه لكثرة الزحام. فأسرع إلى جميزة وصعدها ليراه، وكان يسوع سيمر بها. فلما وصل يسوع إلى هناك، رفع نظره إليه وقال له: «إنزل سريعًا يا زكا، لأني سأقيم اليوم في بيتك». فنزل مسرعا واستقبله بفرح. فلما رأى الناس ما جرى، قالوا كلهم متذمرين: «دخل بيت رجل خاطئ ليقيم عنده». فوقف زكا وقال للرب يسوع: «يا رب، سأعطي الفقراء نصف أموالي، وإذا كنت ظلمت أحدا في شيء، أرده عليه أربعة أضعاف»... التوضيح في التعليقات


التعليق

احبتنا، للتأديب مفهوم خاطئ في مخيلتنا، بحيث أننا نفهم التأديب على انه عقوبة على خطأ. وهذا نتيجة الخطيئة الموجودة في الإنسان. لكن الله كلي الصلاح، ولا يفعل اي شيء بالشر. فحتى التأديب في منظوره يختلف جدًا عنا. ففي هذا النص، نرى أن زكا كان محتاجًا للتأديب، فقد كان لا يشارك المحتاج بالخير الذي له وكان قد ظلم بعض الناس، وربما كان قد ارتشى ايضًا. وفي النهاية نرى أن زكا قد تأدب فعلًا بحيث تغيرت كل تصرفاته واسلوب حياته كليًأ. فهل رأيتم السيد المسيح ضرب زكا او عاقبه او اي شيء من ذلك القبيل لكي يتأدب زكا ويتوب؟... احبتنا، التأديب، من لفظ الفعل، يعني عملية اضفاء الأدب على الإنسان؛ واسلوب الله في تأديب الإنسان هو بقبوله للإنسان بخطاياه. فالله لا يعرف الخطيئة ليؤدب بالشر، بل أن قبول الله للإنسان بخطيئته يعطي للإنسان قيمة ويجعله يرغب بأن يكون في محضر الله بكل وقت، ولكي يقترب من الله بعدما اقترب الله منه، يحتاج ان يتخلص من الخطيئة الموجودة في حياته. فينبذها بكل فرح وسرور، فيتأدب ويتغير سلوكه كليًا ويحل الخلاص على حياته. اما اسلوبنا نحن في التأديب هو: انت تفعل الأمر الخاطئ الفلاني، فسوف اضربك او اسيء اليك بأي طريقة متاحة لكي تتوقف عن عملك هذا لأنك رأيت ان فعله سيكلفك الكثير من الأذى. وهذا ليس اسلوب ينفع مع الإنسان الناضج، بل هو اسلوب القطيع، وهو اسلوب ينتقص من كرامة الإنسان ويجعله بلا قيمة. ولأنه الأسلوب الشائع جدًا في مجتمعنا، لذلك لم نعد نقبل مصطلح "التأديب" كليًا ونرفضه بشدة لأنه يعني الأذى لنا وفعلنا لأمور لا نرغبها او تركنا لأمور نحبها غصبًا عنا، وهذا ليس اسلوب الله نهائيًا لأن الله يحترم حرية الإنسان. لكن لا يكتشف هذه المحبة ولا يتعامل بها إلا من كان في النور وكانت محبة الله تسكن قلبه، فبدون تغيير الله، لا يتغير الإنسان. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١٩ : ١ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.19