Life Agape Logo
header_image

الإنسان وقدراته

الإنسان وقدراته

الإنسان وقدراته

النص

قال السيد المسيح «يشبه ملكوت السماوات رجلًا أراد السفر، فدعا خدمه وسلم إليهم أمواله، كل واحد منهم على قدر طاقته.»... التوضيح في التعليقات


التعليق

احبتنا، في الكثير من الأحيان نتيجة نقص الحكمة او عدم المعرفة، يتم تكليف إنسان معين بعمل اكبر من حجمه او ليس من اختصاصه، وهذا يحصل كثيرًا في حياتنا اليومية ويسبب الكثير من المشاكل والإرباك. فلا يجب أن نطلب من شخص أمور ليست ضمن قدراته، ثم نحاسبه على التقصير بها. ولا يجب أن يطلب شخص معين مسؤولية اكبر من حجمه مجرد لأنها على مرتبة اعلى. والله يعرف هذه كلها وهو يتعامل معنا بحسب ذلك. فهو يعرف كل واحد منا فلا يحملنا اعمال اكبر من طاقتنا. ولكن الإنسان قد لا يقنع بما يملك، فاما يهمل عطية الله له ولا ينميها فتبقى على حجمها الصغير؛ او يأخذ على عاتقه احمال اضافية ليست مصممة له، فيتحمل اكثر من قدرته وبالتالي يفشل؛ والحالتين غير صحيحة. والله في النهاية سيحاسب الله كل إنسان على ما اخذه من القدرات (نعم القدرات وليس فقط المال)، ونحتاج أن نفهم بأن ليس كل البشر يمكنهم القيام بنفس الأعمال، فكل واحد منهم متميز في شيء ويمكنه ان يبدع فيه بصورة طبيعية. ومن المحزن الا يجد الإنسان قيمته ونفسه في المكان المناسب له، فيجبر نفسه على ان يأخذ قالب ليس قالبه ويعاني وهو لا يعرف لماذا يعاني. ومن المحزن ايضًا ان نقييم بعضنا بعضًا على امور ثابتة تؤدي إلى ان يصير الإنسان عبدًا لها، بل اننا نتيجة هذا التقييم ايضًا ندفع بعضنا البعض لتبني اهداف لا تنفعنا. وكبرياء الإنسان الذي يقول له "انت بإمكانك ان تصبح من تريد" يشجعه اكثر على ان ينظر إلى هذه الثوابت ولا يكتشف مكانته في الحياة وعطية الله له. فالطريقة الصحيحة للأمور هي بأن يبدأ الإنسان بإكتشاف ما هي عطايا الله له وينميها. فالله يهتم لجهد وقلب الإنسان، وليس إلى مكانته؛ فهو يهتم بما فعله هذا الإنسان بما أعطي، وليس بالشيء الذي أعطي؛ وهذه حكمة عظيمة نحتاج ان نتعلمها في مفهومنا عن الحياة، وهنيئًا لمن ينظر إلى نفسه والآخرين بمنظار هذه الحكمة، وليس بمنظار المقياس البشري المادي. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في متى ٢٥ : ١٤ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MAT.25