Life Agape Logo
header_image

السيد المسيح يختار تلميذ سيخونه!

السيد المسيح يختار تلميذ سيخونه!

السيد المسيح يختار تلميذ سيخونه!

النص

جاء في الإنجيل المقدس «وصعد (يسوع) إلى الجبل ودعا الذين أرادهم فحضروا إليه. فأقام منهم اثني عشر سماهم رسلًا يرافقونه فيرسلهم مبشرين، ولهم سلطان به يطردون الشياطين (ويشفون المرضى). وهؤلاء الاثنا عشر هم: سمعان وسمّاه يسوع بطرس، ويعقوب ويوحنا ابنا زبدي وسماهما بوانرجس، أي ابني الرعد، وأندراوس وفيلبس وبرثولوماوس، ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان الوطني الغيور، ويهوذا أسخريوط الذي أسلم يسوع»... التوضيح في التعليقات


التعليق

اخوتنا الأحباء، يهوذا كرز لكثيرين بأسم المسيح، وبشر في المدن والقرى بملكوت الله، وشفى مرضى عديدين، وطرد شياطين من ناس، وربما فعل معجزات اخرى... نعم، يهوذا، وليس يسوع... يهوذا الذي خان السيد المسيح. فبحكم كونه أحد الرسل الإثني عشر، فقد فعل هذا كله، ففيه نرى نموذج لكلام السيد المسيح «ما كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات، بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السماوات. سيقول لي كثير من الناس في يوم الحساب: يا رب، يا رب، أما باسمك نطقنا بالنبوءات؟ وباسمك طردنا الشياطين؟ وباسمك عملنا العجائب الكثيرة؟ فأقول لهم: ما عرفتكم مرة. ابتعدوا عني يا أشرار!»... يهوذا ايضًا شهد المعجزات العظيمة للسيد المسيح على اقرب مسافة، وجلس جنبًا إلى جنب مع بطرس ويعقوب ويوحنا وباقي التلاميذ حينما كان ينفرد بهم السيد المسيح ليفسر لهم كلام الملكوت. يهوذا ايضًا شهد على المعجزات الخاصة التي جرت بين المسيح وتلاميذه فقط: كالمشي على الماء، وتسكين العاصفة، وطرد جيش الشياطين... فماذا حدث ليهوذا؟ لماذا انتهى به الأمر إلى خيانة سيده وبيعه؟... وهل يُباع شخص كالمسيح؟ هل له قيمة عادية كأي انسان؟... احبتنا نحن نتعلم كنوز ثمينة من وجود يهوذا بين التلاميذ. فنتعلم أن الله لا يلغي مسؤولية الإنسان ولا يكتب له حياته، بل الإنسان هو الذي يختار طريقه. نتعلم ايضًًا أن العلاقة مع الله هي علاقة من طرفين: الإنسان والله، وليس فقط الله. يهوذا كان له اقرب صديق، وافضل معلم، واحكم مرشد، ومع ذلك خان، فلا نتوقع أن الإنسان سيتوب إن فعل الله كل شيء. فالله فعلًا فعل كل شيء مع يهوذا، ومعنا يفعل ايضًا، ولكن يبقى هناك من يرفضه. الإيمان مسألة تعتمد على الإنسان اعتماد كلي، فهناك من يتأمل ويؤمن، وهناك من يرى ويشك. فلا يلقى باللوم على الله في هذا الأمر نهائيًا. والإنسان هو بما ينتهي عليه، وليس ما ابتدأ به. كم شخص نظر إلى يهوذا نظرة القديس العامل، ونظرة المعلم والشافي، وكم شخص تبع المسيح بسببه... فكم واحد منهم سقط عندما سقط يهوذا؟!... هذا هو الأمر الثاني الذي نتعلمه احبتنا: بألا نضع عيوننا على إنسان مهما بدى صالحًا الآن، فلا صالح إلا الله وحده، فإليه وحده يجب توجيه القلب وإليه وحده يعود المجد. فلا نكن كالسيارة التي نفذ وقودها في الطريق، واقفين في مكاننا ننتظر أن يدفعنا أحد، فالإيمان هو مسؤوليتنا الشخصية، والله دائمًا يفعل ال ٥٠٪ المترتبة عليه بصورة كاملة، وينتظر ولو ١٪ من الإنسان، لكي يعمل في حياته. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في مرقس ٣ : ١٣ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MRK.3