قال السيد المسيح «إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا (إلى الحياة الأبدية) ولا يقدرون من بعد ما يكون رب البيت (الله) قد قام وأغلق الباب، وابتدأتم تقفون خارجًا وتقرعون الباب قائلين: يا رب، يا رب! افتح لنا. يجيب، ويقول لكم: لا أعرفكم من أين أنتم! حينئذ تبتدئون تقولون: أكلنا قدامك وشربنا، وعلمت في شوارعنا! فيقول: أقول لكم: لاأعرفكم من أين أنتم، تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم!»... التوضيح في التعليقات
اخوتنا الأحباء، نريد ان نتأمل اليوم في سبب استخدام السيد المسيح عبارة "لا أعرفكم" في النص الذي قرأناه. ألا يعرف الله كل شيء؟ فلماذا يقول السيد المسيح "لا أعرفكم"؟... احبتنا، لا يمكننا فهم الله بصورة صحيحة إلا من وجهة نظر المحبة. أي وجهة نظر أخرى لفهم الله ستؤدي إلى أن نكون صورة خاطئة في ذهننا عن الله. تخيّلوا معنا، زوج يحب زوجته محبة حقيقية كاملة، ثم يكتشف انها تسرق من مال البيت لشراء حاجات لها... ماذا سيشعر هذا الزوج؟... سيشعر ببساطة بصدمة، وسيقف مذهول من الموقف ومحاولًا تفسير سبب حدوث ذلك، فهو احب زوجته إلى درجة بحيث خرجت الخطيئة تجاهها من مفهومه بصورة كاملة، فهو لا يمكن أن يؤذيها، ولا يتصور أنها ممكن أن تؤذيه. فبكل معنى الكلمة "المحبة لا تعرف الخطيئة"، والخطيئة مفهوم غائب عن المحبة كليًا. نعم، الله يعرف كل شيء، لكنه لا يعرف الخطيئة!... فالسيد المسيح عندما قال "لا اعرفكم" فهو لا يعني "انا اعرفكم ولكني اعرف ما فعلتم لذلك سأنكر معرفتي بكم" كلا، بل فعلًا "لا اعرفكم"؛ لأن السيد المسيح هو تجسيد لمحبة الله بكل ابعادها في حياة الإنسان، فهو فعلًا لا "يعرف" الخطيئة، وهي امر خارج عن المألوف وغير متوقع بالنسبة له. وهذا لا يعني أنه لا يعرف أننا اخطأنا، بل لا يعرف الخطيئة نفسها، وإذا كانت الخطيئة ساكنة فينا، فهو لن يعرفنا بسببها يوم الحساب. فنحن نعرف الله من خلال محبته، وهو يعرفنا من خلال محبتنا. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١٣ : ٢٤ على الرابط التالي:
https://www.bible.com/ar/bible/14/LUK.13
