جاء في الإنجيل المقدس: كان (يسوع) يطرد شيطانًا أخرس. فلما خرج الشيطان تكلّم الرجُل، فتعجب الجموع. لكن بعضهم قال: «هو يطرد الشياطين ببعلزبول رئيس الشياطين». وطلب آخرون آية من السماء ليجربوه. فعرف أفكارهم، فقال لهم: «كل مملكة تنقسم تخرب وتنهار بيوتها بيتًا على بيت. وإذا انقسم الشيطان، فكيف تثبت مملكته؟»... التوضيح في التعليقات
اخوتنا الأحباء، حاول اليهود إتهام السيد المسيح بأنه يستخدم قوة شيطانية كبيرة لطرد الشياطين من الناس. فكان رده هو أنه لا يمكن لشيطان أن يطرد شيطان آخر، لأنه إن فعل ذلك، فلا تثبت مملكته، لأن كل مملكة تنقسم على ذاتها لا تثبت، بل تنهار؛ ونفس الشيء ينطبق عندنا في حياتنا اليومية: فأي مؤسسة تنقسم لا تدوم، بل تضعف وتنهار في النهاية. والسؤال الذي نريد أن نسأله هو: هل الإنقسامات الموجودة نتيجة الطائفية تعني بأن ملكوت الله انقسم او ضعف؟!... (لنفكر قليلًا في الأمر)... فكل الطوائف تؤمن بالحياة الأبدية، وبملكوت الله؛ فإذا كانت قد انقسمت، فما هو مصير الملكوت؟!... احبتنا بالتأكيد الملكوت لن ينقسم او يتأثر بالإنقسامات الدينية والطائفية... لماذا؟... لأنه مملكة روحية، وليس مملكة أرضية، فهو غير خاضع لما يحدث على الأرض، والإنقسامات التي نعيشها هي انقسامات ارضية حدثت نتيجة محدودية الإنسان وضعفه وخطيئته وعدم وجود ملك واحد (قاضي واحد، عالي واحد، سيد واحد، سلطة واحدة) على الجميع، الذي هو الله، بل عدة ملوك نتيجة رغبة كل إنسان بتأسيس مملكته الشخصية. فالكنيسة لم تنقسم، حتى إن كانت قد انقسمت فعلًا!... لأن الكنيسة هي مؤسسة روحية وليست بشرية، و"جماعة المؤمنين" هذه هي مجموع الناس الذين يعرفون كلام الله ويضعونه أول اولوياتهم؛ فهم فعلًا يحبون الله بالدرجة الأولى بكل فكرهم وقلبهم وقوتهم، ويحبون قريبهم كنفسهم. ولو سألت اي منهم عن طائفته، فهو لا يهتم لهذا السؤال ابدًا، مع أنه بالحسب والنسب تابع لطائفة معينة؛ ولكنه لم يعد يعيش بناموس (عقيدة) الطائفة المختص بأتباعها، بل بنعمة المسيح الحرة التي تشمل الجميع، حتى الذين هم حاليًا غير مسيحيين! ونحن لا نحزن إلا على المقارنة الموجعة، حينما نرى أن الشيطان نفسه لا يطرد شيطان آخر، ونحن الذين احبنا الله وخلصنا من خطايانا انقسمنا على بعضنا البعض، فصارت حتى الشياطين أحكم منا في هذا الأمر! ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١١ : ١٤ على الرابط التالي:
https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.11
