Life Agape Logo
header_image

السيد المسيح - فصل الأمور الجسدية عن الروحية

السيد المسيح - فصل الأمور الجسدية عن الروحية

السيد المسيح - فصل الأمور الجسدية عن الروحية

النص

سأل اليهود السيد المسيح «أيحل دفع الجزية إلى القيصر أم لا؟ أندفعها أم لا ندفعها؟» فأجابهم السيد المسيح «إدفعوا إلى القيصر ما للقيصر، وإلى الله ما لله»... التوضيح في التعليقات


التعليق

اخوتنا الأحباء، الله لا يهتم إلى ما نأكل، ولا يهتم إلى ما نلبس، ولا يهتم إلى فخامة بيتنا، ولا يهتم إلى نوع سيارتنا... بل هو يهتم إلى امر واحد فقط: توجه قلبنا. فإذا كان توجه القلب مقبول ومرضي عند الله، فالباقي كله لن يظر مهما ساءت حالته؛ وإن كان جسدنا في صحة ممتازة ومظهرنا جميل ووضيفتنا وبيتنا وسيارتنا على مستوى مرتفع، ولكن قلبنا بعيد عنه، فلن تنفعنا كلها مهما ارتقت. فاحبتنا، نحتاج إلى ان نميّز بين اهداف الله لحياتنا وحاجتنا نحن، ونضع الأولى اولًا، والثانية ثانيًا. نعم، الله لا يمانع إن كنت اريد أن ابدو بمظهر صحي وجميل، في حال كانت لي المحبة للآخرين واراهم جميلين ايضًا في عيونه. ولا يمانع إن كنت اريد أن ارتدي ملابس جميلة، إن كنت اكسو المحتاج مما اريد ان ارتديه... الخ. فالأهداف الجسدية، إن وجدت، فهي ضرورية لكي تظهر جمال القلب على الواقع المرئي. ونحن قبل أن ننطلق ونكون مع الله، نعيش بهذا الجسد، وهو عطية من الله ومسؤولية. فبعد تنمية الأمور الروحية في حياتنا، وتوجه قلبنا نحو الله، هناك العديد لنصلحه في حياتنا؛ ولكن ليس على حساب الله بكل تأكيد، بل كما ان الداخل (المهم) قد تطهر، كذلك يكون العمل على الخارج. فلا نضع اهدافنا قبل الله، فنضيع في دوامة نفوسنا دون ضمان للأبدية؛ ولا نهمل نفوسنا بحجة أننا فعلنا ما هو مهم ولم يتبقى شيء نزيده، فنكون كمن لديه جوهرة ثمينة ولا يهتم بها فيهملها وتتجمع عليها الأتربة. لذلك، السيد المسيح قال "إدفعوا إلى القيصر ما للقيصر"، ولم يقل "لا تدفعوا"، لأن الإنسان هو روح ونفس وجسد، وليس فقط واحدة منها. فعلينا ان نضمن ما هو باقي اولًا، ولا نهمل ما هو فانٍ ثانيًا. ويمكنكم ايجاد نص هذه الحادثة في الإنجيل المقدس في مرقس ١٢ : ١٣ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/MRK.12