Life Agape Logo
header_image

السيد المسيح - العطاء مما في الداخل

السيد المسيح - العطاء مما في الداخل

السيد المسيح - العطاء مما في الداخل

النص

وبّخ السيد المسيح رجال الدين قائلًا «أنتم أيها الفريسيون (فئة من رجال الدين) تطهرون ظاهر الكأس والصحن، وباطنكم كله طمع وخبث. يا أغبياء، هذا الذي صنع الظاهر، أما صنع الباطن أيضًا؟ أعطوا الفقراء مما في داخل كؤوسكم وصحونكم، يكن كل شيء لكم طاهرًا. ولكن الويل لكم، أيها الفريسيون! تعطون العشر من النعنع والصعتر وسائر البقول، وتهملون العدل ومحبة الله. فهذا كان يجب أن تعملوا به من دون أن تهملوا ذاك.»... التوضيح في التعليقات


التعليق

اخوتنا الأحباء، ليس كل المؤمنين متعمقين او مختصين في الدين، وهذا أمر طبيعي، فليس الكل مدعو ليكون رجل دين، بل أن الأغلبية من المؤمنين مدعوين ليعيشوا حياة طبيعية، يعملون فيها ويؤسسون عائلات ومستقبل لهم؛ بالتأكيد مع محافظتهم على وصايا الله. إلا أن رجل الدين مميز، لأن دوره (المفروض) هو ببساطة "أن يأخذ من الله ويعطي للناس"، فالله قد فتح عيون رجل الدين على امور عميقة ليس الكل يفهم معانيها. والسيد المسيح قال لتلاميذه الذين سيعلمون غيرهم "أنتم أعطيتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات (الحياة الأبدية)، وأما أولئك فلم يُعطّوا ذلك"، فالله يُنعم على رجل الدين بفهم امور اعمق من اساسيات الإيمان... ودوره هو أن يأخذ من الله (تعليم، توبيخ، تشجيع، تقويم، محبة...الخ) ويعطي لرعيته. فالسيد المسيح وبخ رجال الدين لأنهم أخذوا الجواهر الثمينة من الله، ولم يهتموا سوى أن يظهروا للناس بمنظر حسن. فكل ما فعلوه هو أنهم طبقوا حتى اصغر الوصايا بحذافيرها، ولكنهم تركوا الأساس الذي جاءت منه وبه هذه الوصايا: عدل الله ومحبة الله. فشبههم بمن ينظف خارج الكأس او الصحن، ويترك داخله... فالعطاء الحقيقي لرجل الدين، هو عندما يقدم من الكنوز التي كشفها الله له، وليس بإهتمامه بالمظاهر الخارجية. ولكن احبتنا، مع أن رجل الدين هو "المختص" بالدين، فهذا لا يعني أن الشعب هم "قطيع" يسيرون وراءه. بالعكس، فالسيد المسيح يقول أن الإنسان لن يتمكن من فهم وتطبيق وصايا الله دون أن يعرفها اولًا، ودون أن يكون له ضمير فكر حي ثانيًا... فالشعب المؤمن ليس لا يفهم، بل يفهم ويستطيع تمييز الصح من الخطأ، ولأنه يفهم ويميّز، يستطيع أن يأخذ من رجل الدين الأشياء الصحيحة التي اوحى بها الله له. فإذا تكلم رجل الدين بأشياء من عنده (مهما كان سبب ذلك) او تصرف بصورة غير صحيحة، فعلى الشعب أن يميّز هذا التصرف. فالمسؤولية تقع على الطرفين، ولكن بالتأكيد بكمية مختلفة، فالذي يعرف ولا يعمل يلقى محاسبة أشد من الذي لا يعرف ولا يعمل. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١١ : ٣٩ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.11