Life Agape Logo
header_image

السيد المسيح - الحق يُحرّر الإنسان

السيد المسيح - الحق يُحرّر الإنسان

السيد المسيح - الحق يُحرّر الإنسان

النص

جاء في الإنجيل المقدس‪:‬ فقال يسوع للذين آمنوا به من اليهود: «إذا ثبتم في كلامي، صرتم في الحقيقة تلاميذي: تعرفون الحق، والحق يحرركم». قالوا له: «نحن ذرية إبراهيم، وما كنا يومًا عبيدا لأحد! فكيف تقول لنا: ستصيرون أحرارًا؟» فأجابهم يسوع: «الحق الحق أقول لكم: من يخطأ كان عبدًا للخطيئة، والعبد لا يقيم في البيت إلى الأبد، بل الابن يقيم إلى الأبد. فإذا حرركم الابن (يسوع)، صرتم بالحقيقة أحرارًا.»... التوضيح في التعليقات


التعليق

اخوتنا الأحباء، خلق الله الإنسان على صورته، وميّزه عن بقية مخلوقاته كافة. ومن جملة الأشياء التي وهبها الله للإنسان، هي الفكر. ولكن لا يوجد إنسان يرى الأمور مئة بالمئة كما يراها إنسان آخر، مع أن الله اعطة كلاهما الفكر، لأن الأجواء التي عاشها كل منهما مختلفة عن الآخر، ولهذا كل منهما يفسر الأمور حسب جزء الصورة الكاملة الذي يراه، واما باقي الصورة الذي لا يراه فيعوضها فكره بالإستنتاج. والخطورة تكمن في هذا الإستنتاج نفسه، فالكثير من استنتاجاتنا عن الحياة لا تكون صحيحة، لأننا لا نعرف الحقيقة، فنسقط في الكثير من الحفر؛ نتعلم من البعض منها ونعبر، ولكن البعض منها نرى أننا محكومين به ولا نستطيع عبوره؛ لماذا؟ لأن فكرنا لا يرى الصورة الكاملة كما يراها الله، فلا يرى مخرج من هذه الحفرة، فيستسلم لها ويعتاد عليها. فما يقوله السيد المسيح هنا، هو كلام عظيم جدًا، بل حتى ليس كلام إنسان اعتيادي. لماذا؟... لأنه يقول "عندما ترى الحقيقة كاملة (عندما ترى الصورة الشاملة للأمور) حينها ستتحرر من أسر الخطيئة (الحفرة) الذي انت واقع فيه". فهذا الكلام اولًا لا يمكن ان يكون كلام بشر، لأن كل البشر ينظرون إلى جزء من الصورة، فلا يمكن لشخص ينظر إلى جزء من الصورة ان يقول "عندما تعرف الصورة الكاملة الحقيقية ستحل مشكلتك"، لا بد من أن يكون الشخص قائل هذه المقولة هو ناظر من فوق، بحيث يرى الأمور كلها كاملة وعلى حقيقتها، فعلى اساس ذلك يستطيع تقديم هذا التصريح. وثانيًا، السيد المسيح لا يقول هذا الكلام ليقول لنا "لن تتمكنون من عبور الحفر التي قد أسرتكم لأنكم لا ترون الصورة الكاملة" ولكنه يقول "إن آمنتم بي وثبتم في كلامي، ستتعرفون على الحق، وعلى الصورة الكاملة، وهذا الحق سيحرركم اوتوماتيكيًا من الأمور التي قد أسرتكم في الحياة"؛ لماذا نتحرر اوتوماتيكيًا؟... لأن الله اعطانا فكره، مثلما قلنا في البداية، والذي يحصل هو مجرد أننا سنرى الحقيقة الكاملة للأمور، فنتحرر من الكذبة التي كانت قد أسرتنا. ولكننا لن نستطيع اكتشاف هذا الحق بأنفسنا، إلا من خلاله هو... حسنًأ، ولكن ماذا يعني عندما نقول الحق؟ عن أي حق نتحدث... عن كل شيء احبتنا، الحق يعني رؤية الأمور بصورتها الحقيقية، وليس بالإستنتاج الذي ابتدعه فكرنا. احبتنا، ما فائدة الدين إذا كنا في النهاية نقول "انا لا استطيع ترك السيجارة مهما حاولت" او "انا لا استطيع أن اسامح فلان مهما فعل" او "انا لا استطيع أن انسى هذه الحادثة السيئة في حياتي مهما تبعتها امور مفرحة" او "انا لا استطيع ان اتخلص من القلق مهما كانت ظروفي ممتازة"... احبتنا، السيد المسيح لم يأتِ ليشفِ الجسد فقط، بل الروح والنفس أيضًا. والدين الحقيقي هو ليس مجموعة اشياء نطبقها في حياتنا لكي يرضى عنا الله ونكون راضين عن انفسنا، فهذه كذبة كذبة كذبة كذبة، وكل من يقرأ الإنجيل يعرف ان هذه كذبة، لأن الله لا يحتاج إلى هذه كلها، والكذبة الأكبر منها أن الأمور التي قد اسرتنا في الحياة هي "قدر ومكتوب" من الله لنا، وهو الذي خلقنا على هذه الصورة بحكمته. لا يمكن أن تكون هناك كذبة اكثر قبحًا وشرًا ومكرًا بحق الله وبحقنا نحن كهذه... ولهذا نرى الناس عندما يتجهون إلى الإلحاد يقولون انهم "تحرروا" من هذه الأكاذيب، لماذا يقولون "تحرروا"؟! لأنهم رسموا صورة خاطئة عن الله في مخيلتهم، فهم بإلحادهم "تحرروا" من هذه الصورة الكاذبة؛ ولكنهم يبقون يشعرون بأن هناك نقص، لأننا لا يمكن أن نتحرر من الله نفسه، فهو موجود في كل مكان. فالإيمان الصحيح احبتنا هو قوة تغيّر حياة الإنسان وتحرره من الأسر، مهما كان الشيء الذي يؤسره: سواء مواقف، او شهوات، او اشخاص، او اكاذيب، او، او، او... وهو يحرره من كل هذه تحرير كامل، لأنه تحرير من القلب، وليس فقط شريعة على الأفعال، لأنه يكشف له الحق فتتغيّر وجهة النظر كلها؛ فتكون الأعمال الصالحة هي ثمر تلقائي لهذا التغيير، وليس فرضًا واقعًا على الإنسان. ويمكنكم ايجاد هذا النص في يوحنا ٨ : ٣١ الإنجيل المقدس في على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/JHN.8