جاء في الإنجيل المقدس: وفي ذلك الوقت حضر بعض الناس وأخبروا يسوع عن الجليليين الذين قتلهم بيلاطس (الحاكم الروماني) في الهيكل ومزج دماءهم بدماء ذبائحهم، فأجابهم يسوع: «أتظنون أن خطيئة هؤلاء الجليليين أكثر من خطيئة سائر الجليليين حتى نزلت بهم هذه المصيبة؟ أقول لكم: لا، وإن كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم مثلهم. وأولئك الثمانية عشر الذين سقط البرج عليهم في سلوام وقتلهم، أتظنون أنهم أذنبوا أكثر مما أذنب أهل أورشليم؟ أقول لكم: لا، وإن كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم مثلهم»... التوضيح في التعليقات
اخوتنا الأحباء، كثيرًا ما نحاول ربط الأمور الروحية بالواقع الذي نعيشه، وقد يكون ذلك صحيحًا في حال كنا ننظر لأنفسنا؛ ولكنه ليس دائمًا صحيح، وهو بالتأكيد غير صحيح عندما نحاول أن نحكم على الآخرين من خلاله. فكم مرة سمعنا ان "فلان عمل حادث سيارة" فنقول "نعم، هو سياقته متهورة" او "فعلًا، هو لا ينتبه للطريق ولكن على الموبايل"...الخ بمعنى أننا دائمًا نحاول ان نضع سبب للأمور السيئة التي تحدث في حياة الآخرين، اما لنتهمهم بها، او لتبرير ما حدث لهم. والسيد المسيح هنا يضرب عصفورين بحجر واحد. فهو يقول أن الله لا يضرب الإنسان الخاطئ بالشرور، لأن الله محبة ولا يفعل ذلك. ويقول ثانيًا، بأنك عندما ترى هذه تحصل للآخرين عليك أن تسأل نفسك: لو حصلت معي الحادثة الفلانية ولم اخرج منها حيًا، فهل أنا جاهز للرحيل؟ هل انا جاهز للقاء الله؟ ام أنه لا زال لدي الكثير لأتوب عنه، وكنت انوي أن اتوب بعد أن احقق الأمور التي في بالي. فيا احبتنا، هناك عزل وفصل بين أمور الجسد والروح، فالجسد محكوم بالمحدوديات الأرضية التي يعيش فيها، ونحن نثق فعلًا ان الله ممكن ان يغير هذه المحدوديات، ولكن هذا ليس الأمر الطبيعي الحصول، بل الطبيعي هو اننا نتألم ونعاني من شرور العالم الذي نعيش فيه. فلا نربط بين ما يجري لجسدنا بما هي عليه الآن ارواحنا (وبالتأكيد ارواح الآخرين ايضًا)، بل اول شيء يجب فعله هو التوبة والرجوع إلى الله، وضمان ابديتنا، حتى لا نعيش بحسب حكمتنا الفانية ونعرض نفسنا بصورة طبيعية الى الأذى والشر، بل نأخذ ارشادات الله لحياتنا التي تحفضنا في مشيئته؛ وثانيًا الا نكون غير جاهزين للقاء الله، فقد يحصل ذلك في اي لحظة. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١٣ : ١ على الرابط التالي:
https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.13
