قال السيد المسيح «إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا. الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني.»... التوضيح في التعليقات
اخوتنا الأحباء، ربما أجمل صفة في المحبة، هي أن الإنسان لا يمكن أن يجبر نفسه عليها، بل هي تنبع من الداخل نتيجة مؤثر خارجي. فكلما اخذنا محبة، كلما اعطينا محبة. والسيد المسيح يقول أمر مهم جدًا "إن أحبني أحد يحفظ كلامي"، وبالتأكيد يحفظ لا تعني الحفظ النصي، ولكن الحفظ يعني عدم الكسر. ولكن لا يمكن للإنسان أن "يحفظ" وصايا الله دون أن يحبه. وهو لا يستطيع ان يجبر نفسه على محبته، لأن المحبة كما قلنا لا تأتي بالجبر. فكيف سنطيع الله إذًا؟... احبتنا، المحب لا يحتاج أن يذكر نفسه كل يوم بأنه يجب أن يحب المحبوب، بل كل ما يتمناه فقط هو ان يكون قريب من محبوبه. فالمحبة تولدت عن المحب نتيجة ما فعله المحبوب في حياته، فالتغيير الجميل الذي يفعله المحبوب في حياة المحب، هو الذي يجعل المحب يندفع نحو المحبوب ليس لأجل مواصفات معينة فيه، بل لأجله هو نفسه ولأجل ما عمله له. وهذا قصد السيد المسيح عندما قال "وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا"، فالذي يطلب الله لأنه يحبه، سيأتي الله بمملكته (الملكوت) ويسكن في حياة الإنسان. ولهذا يقول السيد المسيح "الملكوت في داخلكم". ولكن، قبل أن يحدث هذا كله، على الإنسان ان يقترب من الله، والإقتراب من الله له عدة طرق، ولكن المحبة هي الطريقة الصحيحة الوحيدة. وبما اننا لا نستطيع أن نجبر نفسنا على المحبة، فعلينا أن نكتشف ونتذكر ما فعله الله في حياتنا، فيكون في داخلنا اندفاع نحوه لأنه هو الذي هو، وليس لأي مصلحة لنا. حينها سيأتي الله بملكوته ويسكن قلب الإنسان من خلال الروح القدس. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في يوحنا ١٤ : ٢٣ على الرابط التالي:
https://www.bible.com/ar/bible/14/JHN.14
