Life Agape Logo
header_image

السيد المسيح - الإستنارة

السيد المسيح - الإستنارة

السيد المسيح - الإستنارة

النص

قال السيد المسيح «سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك سليمة، كان جسدك كله منيرًا. وإن كانت عينك مريضة، كان جسدك كله مظلمًا»... التوضيح في التعليقات (هام)


التعليق

اخوتنا الأحباء، العين التي يتكلم عنها السيد المسيح هي ليست العين الطبيعية الجسدية، بل هي نوع آخر من العيون. ويمكننا فهم قوله "سراج الجسد هو العين" من خلال الآية التي ذكرها السيد المسيح والموجودة في نبوءة النبي اشعياء «مهما سمعتم لا تفهمون، ومهما نظرتم لا تبصرون. لأن هذا الشعب تحجر قلبه، فسدوا آذانهم وأغمضوا عيونهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم»... فالعين التي يتكلم عنها السيد المسيح هي في الحقيقة تبدأ بما نسميه الضمير. فالإنسان الذي يمتلك ضمير حي (عين سليمة)، عندما يتلقى كلام الله (سراج النور)، سيعبر هذا الكلام إلى داخله وينمي النور الذي فيه. وإذا كان ضمير الإنسان ميت وقلبه قد تحجر (عينه مريضة)، فعندما يتلقى كلام الله، لن يعبر هذا النور إلى داخله، لأن قلبه قد أُغلق عن المحبة، فلا يفهمه. وهنا نأتِ لنصحح مفهوم خاطئ جدًا عن الإيمان بالله، فنقول:

الإيمان لم يأتِ لكي يُلغي العقل والضمير بتقديمه شيء أفضل منهما.

لكن الإيمان أتى حتى في ما لو امتلك الإنسان عقل باحث وضمير حي،

تمكن الإنسان من خلال الإيمان إلى الإرتقاء إلى مستوى اسمى من الماديات.

فبدون عقل وضمير، لا يمكن أن يكون هناك إيمان.

فمشكلتنا احبتنا هي أننا نريد أن نبدأ بالدين وننتهي بالدين، بحيث نرى حتى اشخاص اميين لا يعرفون الكتابة والقراءة، ولكنهم حافظين لنصوص الدين؛ وهذه كارثة! لأن الإيمان هو درجة اعلى من الماديات، وإذا كانت عيوننا مريضة (قلوبنا مغلقة وضمائرنا ميتة) في الأمور المادية الإنسانية الطبيعية، فالدين لن يكون الحل، بل وجود الدين مع الضمير الميت سيجعل الشخص ديّان للآخرين ويلغي عقله! ولهذا نحن نعلم الطفل الأخلاق قبل الدين، لماذا؟ لكي تتكون له عين ترى (قلب من لحم، وضمير حي) لكي يكون قادرًا على الإرتقاء إلى مستوى اعلى عندما يقرأ كلام الله المنير. فأحبتنا مهما كان نور الله مشع في كلامه، فنحن لن نتمكن من استلام هذا النور إذا كانت عيوننا مريضة. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١١ : ٣٤ على الرابط التالي:

https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.11