جاء في الإنجيل المقدس: وسار (يسوع) في المدن والقرى، يُعلّم وهو في طريقه إلى أورشليم. فقال له رجلٌ: «يا سيد، أقليل عدد الذين يخلصون؟» فأجاب يسوع: «اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق. أقول لكم: كثير من الناس سيحاولون أن يدخلوا فلا يقدرون.»... التوضيح في التعليقات
اخوتنا الأحباء، من المعروف أن يجتهد الإنسان ويكد في العمل من اجل كسب لقمة العيش، ولكن هل فكرتم في أن يجتهد الإنسان من اجل دخول الحياة الأبدية؟ بالتأكيد هو ليس مفهوم مطروق في مجتمعنا، لأننا تعلمنا أن يكون الإيمان شيء، والعمل والأصدقاء والعائلة والترفيه شيء آخر. فنحن نؤمن بدين معين، ونعيش حياة طبيعية انسانية. والسيد المسيح هنا يرفض هذا المبدأ. فهو يرى أن الحياة الأبدية تتطلب من الإنسان سعي واجتهاد. وكيف هي جميلة عبارته "كثير من الناس سيحاولون أن يدخلوا فلا يقدرون"، فهو قال "فلا يقدرون" ولم يقل "فلا يريدون". لأننا جميعنا نطمح الى الأبدية، ولا يوجد احد يريد أن يهلك. لذلك قال السيد المسيح "لا يقدرون"، بمعنى أن الأمر يتطلب مجهود ولا يأتي من خلال عيش حياة طبيعية. ونرى السيد المسيح يوضح المقياس الذي على اساسه "يقدر" الإنسان او "لا يقدر" ان يدخل الحياة الأبدية عندما قال "من جاء إلي وما أحبني أكثر من حبه لأبيه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، بل أكثر من حبه لنفسه، لا يقدر أن يكون تلميذا لي"... فالقدرة لا تأتي من الأعمال الصالحة واجبار النفس على مساعدة المحتاجين وما إلى ذلك، لأن هذه في النهاية تصبح اعمال انانية (نعم، حتى عمل الخير ممكن أن يصبح عمل اناني) عندما نكون نفعل الخير من اجل انفسنا نحن، وليس من أجل الآخر: نساعد المحتاج ليس لأننا نريد أن نساعده ولكن لنضمن حسنات تنفعنا في الآخرة... هل ترون كيف ان شر الإنسان دخل حتى في صنع الخير؟! احبتنا، عندما تكلم السيد المسيح عن "القدرة" فهو تكلم عن القدرة على المحبة، فإن كنت تحب الله اكثر من كل شيء، فكل فلن يكون هناك سواه في حياتك، وستتقدس لا لذاتك ومصلحتك بل لتتقرب من الذي تحبه (الله)، وحتى عمل الخير لن تفعله من اجل ذاتك ومصلحتك بل نتيجة محبتك للآخر. فكثيرون "سيحاولون" الدخول، عن طريق الأعمال الصالحة والتقوى والتعبد...الخ ولكنهم "لا يقدرون"، لأن محبة الله ليست ساكنة في قلوبهم، فكل ما يفعلونه هو من أجل انفسهم وليس من أجل الله، والسيد المسيح يقول "من أراد أن يُخلّص حياته يخسرها، ومن خسر حياته في سبيلي (من ضحى من اجلي نتيجة محبته لي) يُخَلّصها.". ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١٣ : ٢٢ - ٢٤ على الرابط التالي:
https://www.bible.com/ar/bible/67/LUK.13
