السيد المسيح خبز الحياة |
كما ان على البذرة ان تموت لتنتج حياة جديدة، هكذا كان يجب على السيد المسيح ان يموت كي يعطي الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. فهو خبز الحياة، لأنه مصدر الحياة.
اخوتنا الأحباء، يقول الكتاب المقدس «ما بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله»… فالحياة لا تعني العيش فقط، بل تعني توجه الإنسان بالكامل من ناحية الفكر والمشاعر واللإرادة. فكلام الله هو خبز الحياة لأنه يوجهها، والسيد المسيح هو كلمة الله، اي انه مصدر خبز الحياة… ومصدر الخبز هو حبة الحنطة. فالسيد المسيح هو حبة الحنطة تلك التي ماتت فأنتجت ثمراً كثير. فكل مؤمن بالمسيح هو من سلالة حبة الحنطة هذه. وكما ان كل فرد من سلالة حبة الحنطة وجد لأن حبة الحنطة ماتت، كذلك ان كل مؤمن بالمسيح يحيا لأن السيد المسيح مات لأجله. وكما ان كل سلالة حبة الحنطة تحتوي على مواصفات الحبة الأولى، كذلك كل مؤمن بالمسيح يتشبه بالسيد المسيح من خلال طاعة وصاياه، بحيث تصبح الوصايا هي الموجه لحياة الإنسان، اي تعود حبة الحنطة الأولى لتصبح خبز الحياة. بالإضافة الى ذلك، فأن كل انسان بحد ذاته هو حبة حنطة، وله خياران: اما ان يبقى يعمل لأجل مصلحته وحياته، فيبقى يراوح في مكانه ولا يثمر في ايمانه؛ او ان يضحي بملذاته ورغباته (يموت عن نفسه) في سبيل توصيل ايمانه للآخرين، فيثمر ويعطي كل ثمر منه نفس الخصائص التي استلمها عبر الأجيال من حبة الحنطة الأولى: السيد المسيح.