Life Agape Logo
٠٧٠ - (هل معقول) هل ملائكة الله تأكل لحماً وخبزاً؟!

٠٧٠ - (هل معقول) هل ملائكة الله تأكل لحماً وخبزاً؟!

الســـؤال

هل سمعتم عن كتاب يزعم أن ملائكة الله تأكل لحماً وخبزاً ؟

الكتاب المقدس يزعم أن ابراهيم عليه السلام حين مرت به الملائكة لهلاك قوم لوط ضيفهم وأطعمهم خبزاً ولحماً !!!

 (( فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ إِلَى زَوْجَتِهِ سَارَةَ وَقَالَ: هَيَّا أَسْرِعِي وَاعْجِنِي ثَلاَثَ كَيْلاَتٍ مِنْ أَفْضَلِ الدَّقِيقِ وَاخْبِزِيهَا. ثُمَّ أَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ نَحْوَ قَطِيعِهِ وَاخْتَارَ عِجْلاً رَخْصاً طَيِّباً وَأَعْطَاهُ لِغُلامٍ كَيْ يُجَهِّزَهُ. ثُمَّ أَخَذَ زُبْداً وَلَبَناً وَالْعِجْلَ الَّذِي طَبَخَهُ، وَمَدَّهَا أَمَامَهُمْ، وَبَقِيَ وَاقِفاً فِي خِدْمَتِهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ. ))  تكوين 18 عدد 1 أيها العقلاء ، إن الملائكة هي أرواح لا أجساد ، فهل الأرواح تأكل لحم وخبز ؟ وإن كان الملائكة التي جاءت لإبراهيم هي الله ومعه الإلهين الآخرين فيكون الثالوث فهل الثالوث يأكل لحم وخبز ؟


الإجـــابة

السؤال يقول:

هل سمعتم عن كتاب يزعم أن ملائكة الله تأكل لحماً وخبزاً ؟

والإجابة هي: أجل سمعنا إنه الكتاب المقدس الذي يقول ذلك، ونحن نثق ونصدق أن الله يعطي قدرة على التجسد لمن يريد، فهو فائق القدرة، وهذا المبعوث الإلهي جاء لابساً لباس البشر، فمن الطبيعي أن يأكل ويشرب، إذ أنه لابساً لباساً بشرياً.

كنت قد أجبت على هذا السؤال في كتاب سابق، لمؤلف آخر، فهل هي الصدفة؟!!

على كل حال، وأنا لديَّ سؤال، أنت تستغرب من أن الكتاب المقدس يذكر أن ملائكة قد تناولوا الطعام. فمن جهة المنطق إن الملائكة هم سكان السماء وهم في زيارة إلى الأرض، وهذا يعني أن من الممكن أن يأكلوا الطعام. إلى هنا من الممكن أن أنهي إجابتي على سؤالك، ولكني في الواقع فكرت في هذا السائل وساءله، فبما أن صاحب السؤال يستنكر هذا الأمر ولا يصدقه، فلابد أن كتابه لا يؤمن بهذا، ولكن بالبحث أكتشفت العكس، وهذا يضعني في حيرة، فهل سائل السؤال لا يعرف الموجود في كتابه؟!!.

دعونا نفتش في الفكر الإسلامي لنر: "(هل معقول) هل ملائكة الله تأكل لحماً وخبزاً؟! هل سمعتم عن كتاب يزعم أن ملائكة الله تأكل لحماً وخبزاً؟" ... تابع معي لنرى مدى تدقيقك في كتبك. سوف أبحث في بعض صفات الملائكة لنرى إن كانت الملائكة تأكل أم لا.

جاء في الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي في تفسيره للآية (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)، بأن الملائكة تشم رائحة فم موسى، تابع معي؛ قوله "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة" ذكر أن مما كرم الله به موسى صلى الله عليه وسلم هذا فكان وعده المناجاة إكراما له. "وأتممناها بعشر" قال ابن عباس ومجاهد ومسروق رضي الله عنهم: هي ذو القعدة وعشر من ذي الحجة. أمره أن يصوم الشهر وينفرد فيه بالعبادة؛ فلما صامه أنكر خلوف فمه فاستاك. قيل: بعود خرنوب؛ فقالت الملائكة: إنا كنا نستنشق من فيك رائحة المسك فأفسدته بالسواك.فإن كان للملائكة قدرة على الشم فما الذي يمنع أن تأكل!!

إن كان إستخدام حاسة الشم من سمات البشر واستخدمتها الملائكة، فماذا عن البكاء!! أليس هو أيضا سمات بشرية؟!! ... في الفكر الإسلامي الملائكة تبكي ...تابع لو سمحت: فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إن كانت لي عندك خطيئة أخلقت بها وجهي ‏فأسألك بحق آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن تغفر لي وترحمني؛ فضجت ‏الملائكة في السماء، ونزل جبريل فقال له: يا يوسف غض صوتك فلقد أبكيت ‏ملائكة السماء أفتريد أن أقلب الأرض فأجعل عاليها سافلها؟‏1

والمفاجأة الأكبر ما يلي : أن الجامع لأحكام القرآن يتفق مع سفر التكوين في موضع الطعام أيضاً : تابع مع ما جاء في جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري في تفسيره لسورة البقرة، والحديث هنا عن الملاكين هاروت وماروت اللذين تم اختيارهما في مهمة تجريبية، اقرأ معي2: حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: ثنا إسحاق، قال، ثنا ابن أبي جعفر، عن ‏أبيه، عن الربيع، قال: لما وقع الناس من بعد آدم فيما وقعوا فيه من المعاصي ‏والكفر بالله، قالت الملائكة في السماء: أي رب هذا العالم إنما خلقتهم لعبادتك ‏وطاعتك، وقد ركبوا الكفر وقتل النفس الحرام وأكل المال الحرام والسرقة والزنا ‏وشرب الخمر! فحملوا يدعون عليهم ولا يعذرونهم. فقيل لهم: إنهم في غيب! فلم ‏يعذروهم، فقيل لهم: اختاروا منكم ملكين آمرهما بأمري، وأنهاهما عن معصيتي! ‏فاختاروا هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، وحمل بهما شهوات بني آدم، ‏وأمرا أن يعبدا الله ولا يشركا به شيئا، ونهيا عن قتل النفس الحرام، وأكل المال ‏الحرام، والسرقة والزنا وشرب الخمر. فلبثا على ذلك في الأرض زمانا يحكمان ‏بين الناس بالحق، وذلك في زمان إدريس، وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في سائر ‏الناس كحسن الزهرة في سائر الكوكب. وإنها أتت عليهما فخضعا لها بالقول، ‏وأراداها على نفسها، وإنها أبت إلا أن يكونا على أمرها ودينها، وإنهما سألاها ‏عن دينها التي هي عليه، فأخرجت لهما صنما وقالت: هذا أعبد. فقالا: لا حاجة لنا ‏في عبادة هذا. فذهبا فصبرا ما شاء الله، ثم أتيا عليها فخضعا لها بالقول وأراداها ‏على نفسها. فقالت: لا إلا أن تكونا على ما أنا عليه. فقالا: لا حاجة لنا في عبادة ‏هذا. فلما رأت أنهما أبيا أن يعبدا الصنم، قالت لهما: اختارا إحدى الخلال الثلاث: ‏إما أن تعبدا الصنم، أو تقتلا النفس، أو تشريا الخمر. فقالا: كل هذا لا ينبغي، ‏وأهون الثلاثة شرب الخمر. فسقتهما الخمر، حتى إذا أخذت الخمر فيهما وقعا ‏بها، فمر بهما إنسان وهما في ذلك، فخشيا أن يفشي عليهما فقتلاه. فلما أن ذهب ‏عنهما السكر عرفا ما وقعا فيه من الخطيئة وأرادا أن يصعدا إلى السماء فلم ‏يستطيعا، فحيل بينهما وبين ذلك، وكشف الغطاء بينهما وبين أهل السماء. فنظرت ‏الملائكة إلى ما وقعا فيه من الذنب، فعجبوا كل العجب، وعلموا أن من كان في ‏غيب فهو أقل غشية، فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض. وإنهما لما وقعا ‏فيما وقعا فيه من الخطيئة، قيل لهما: اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة! فقالا: ‏أما عذاب الدنيا فإنه ينقطع وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له. فاختارا عذاب الدنيا، ‏فجعلا ببابل، فهما يعذبان.‏ ... إذاً نرى هنا أن الملاكان شربا خمر وسكرا!!! وربما ارتكبا الزنا،

أدعوك أن تفكر في كل المكتوب وتطابق به ما هو موجود في الكتب الإسلامية قبل أن تصرخ: هل هذا معقول؟

والآن بعد أن فكرت ...هل اقتنعت الآن أن الملائكة في الفكر الإسلامي تأكل الطعام؟ أم تريد مزيداً من الأدلة والكتب؟ يا حضرة العاقل، قبل أن تنتقد بأسئلتك الكتاب المقدس، إبحث في كتابك، فربما تكون تنتقد في نفس الوقت الموجود عندك. يقول الحكيم سليمان في سفر الأمثال 9: 12 "إِنْ كُنْتَ حَكِيمًا فَأَنْتَ حَكِيمٌ لِنَفْسِكَ، وَإِنِ اسْتَهْزَأْتَ فَأَنْتَ وَحْدَكَ تَتَحَمَّلُ."