Life Agape Logo
٠٥٨ - تضلون إذ لا تعرفون الكتب؟ أي كتب يقصد؟

٠٥٨ - تضلون إذ لا تعرفون الكتب؟ أي كتب يقصد؟

الســـؤال

جاء في إنجيل متى الإصحاح الثاني والعشرون الفقرة ( متى22 : 23 - 30) الصدوقيين يسألون المسيح عن المرأة يرثها أخو زوجها إن مات زوجها ففي الآخرة لمن تكون المرأة زوجة فقال هكذا : في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه قائلين يا معلّم قال موسى إن مات احد وليس له أولاد يتزوج أخوه بامرأته ويقيم نسلا لأخيه. فكان عندنا سبعة إخوة وتزوج الأول ومات.وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه. وكذلك الثاني والثالث إلى السبعة. وآخر الكل ماتت المرأة أيضا. ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة.فإنها كانت للجميع. فأجاب يسوع وقال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء. (SVD) ... وسؤالنا من شقين كالآتي : الشق الأول : أين في كتب الأنبياء أو في العهد القديم مكتوب أو موجود انهم في القيامة لا يزوجون أو يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء ؟ رجاءً ادعم إجابتك بالنصوص من العهد القديم . الشق الثاني : المسيح لم يعترض على كون المرأة يتوارثها إخوة زوجها بعد وفاة زوجها ، بل كل ما استنكره أن يكون هناك زواج في الآخرة كما قرأت ، والسؤال هو : لماذا ترك النصارى هذا الجزء من شريعة موسى ؟ تحت أي سبب وما هي الحجة ؟ المسح قال ما جئت لأنقض بل لأكمل ( متى 5عدد17 ) ، وهو لم يعترض على كون الإخوة يتوارثون زوجة أخيهم الميت بالتتابع عند وفاة الأكبر منهم فالذي يليه كما ترى ، لماذا لا يطبق النصارى هذه الشريعة اليوم ؟؟ رجاءً ادعم إجابتك بالنصوص من الكتاب المقدس .


الإجـــابة

من جديد أخفقت في تفسير الكلمة المقدسة، لنبدأ بأن أعلمك مباديء أساسية عند التعامل مع النص الكتابي. ففي البداية نرى السيد المسيح يرد بتعليق"تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله"، والسؤال هنا: لماذا قال السيد المسيح هذه العبارة؟ وهل هذا التعليق عائد على تفسيره الذي يلي هذه العبارة أم تعليقه على السائل نفسه؟!

فنحن نرى الكلام موجهاً للأشخاص، وهو يقول لهم "أنكم لولا ضلالكم ما كنتم قد سألتم هذا السؤال"، ومفتاح هذا الحوار يأتي في تعليق كاتب الانجيل "في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة." والمسيح هنا يعلق على هؤلاء الذين ينكرون القيامة، ويقول لهم أنتم تضلون إذ أنكرتم أنه توجد قيامة. والدليل على هذا أنه أرفقها أيضا (بقوة الله) فكأنه يقول إنكم بإنكاركم وجود قيامة تنكرون قوة الله. وفي متى 22: 32 قال لهم إن الله إله أحياء وليس إله أموات. أما بالنسبة للكتب، فقد كان الصدوقيون لا يؤمنون بكل العهد القديم بل فقط بأسفار موسى الخمسة، لذلك ردَّ عليهم يسوع من نفس الكتب التي يؤمنون بها، بأن الله إله إبراهيم وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوب، فهو إلهُ أحياء وليس إله أموات. وهنا يقتبس يسوع حادثة ظهور الله في العليقة المشتعلة بالنار والتي لم تكن تحترق، والقصة ورد ذكرها في سفر الخروج 3 الذي هو ثاني الأسفار الخمسة التي يؤمن بها الصدوقيون.

إذاً الشق الأول من السؤال أصبح لامعنى له، لأن السيد المسيح كان يعلق على هؤلاء الذين أنكروا القيامة، ويقول لهم أنتم تضلون إذ تنكرون القيامة، إذ بإنكاركم هذه القيامة تنكرون قوة الله، ثم بعد ذلك رد على سؤالهم أنه في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، فهذه الفكرة جديدة، ولكن إنكار القيامة هو الذي لا مبرر له في ضوء تعاليم العهد القديم التي يؤمن بها الصدوقيون والتي لم يفهموها.

أما الشق الثاني، فليس له علاقة بالسؤال لأن الصدوقيين كانوا يقصدون من سؤالهم الاستهزاء لأنهم لا يؤمنون بالقيامة، وقد اعتقدوا أنهم بهذه الفبركة العويصة قد أوقعوا السيد المسيح في المصيدة. هذا واضح من الآية 23 حيث يقول النص عن الصدوقيين"الذين يقولون ليس قيامة" وأيضاً الآية 28 "ففي القيامة لمن مِن السبعة تكون زوجةً"، فلو علَّق المسيح عليه يكون قد خرج عن هدف السؤال، لقد كان السؤال عبارة عن: من تكون هذه في يوم القيامة، والإجابة كانت في حدود السؤال. هل هذا واضح؟